قطيعة رحم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1047)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم من قطع الصلة بشقيقه لمدة تزيد عن عشر سنوات، بسبب خلاف مادي، متذرعًا بأنه حلف على ذلك بالطلاق، وأن أخاه قد لجأ إلى المحكمة الشرعية لفض النزاع بينهما؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن صلة الرحم من الأمور التي أوجبها الله تعالى، وحذر من قطعها، بل قرن الله تعالى قطع الأرحام بالفساد في الأرض، الذي هو من أكبر الكبائر، فقال تعالى: )فَهَلْ عَسِيتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ([محمد:22]، ولا يزال الشيطان يوقع بينه وبين إخوانه العداوة والبغضاء، ويفرق بينهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ)[البخاري:2812].
عليه؛ فإن الواجب على هذين الأخوين الرجوع إلى الحق فَيَصِلَ رحمه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل الجنة قاطع رحم) [مسلم: 2556]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
12/جمادى الأولى/1434هـ
2013/3/24