طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوى

ما حكم الطلاق نتيجة ضغوط نفسية؟

هل يقع الطلاق حال حمل الزوجة؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5077)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

في يوم 2020/12/15 قلت لزوجتي الأولى: (أنت طالق) مرة واحدة، وقد كانت حاملا في الشهر الثامن، ولم أطلقها من قبل، وفي نفس اليوم قلت لزوجتي الثانية: (أنت طالق طالق طالق) بنية الثلاث، وكانت حاملا أيضًا، فهل الطلاق واقع على زوجتيَّ أم لا؟ علما أني كنت واعيًا بنفسي، لكن وضعي النفسي كان غير مستقر في ذلك الوقت، وأعتقد أني متعرض للسحر.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنّ العقل هو مناطُ التكليفِ والمؤاخذةِ بالأقوالِ والأفعال، فإذا كان المطلِّقُ يعِي ما يقول، ويقصدُ ما تكلّمَ به، فالطلاق واقعٌ، وأما إن كان المطلقُ غير واع بنفسه وقت التلفظ بالطلاق، ولا يشعر بما صدر منه، بسبب مرض أو سحر أو غير ذلك، فالطلاق لا يقع؛ لأنه صار في حكم المجنون فاقدِ العقل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ الْقَلَمُ عَن ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبرَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ أَوْ يُفِيقَ) [الترمذي: 142]، وفي المدونة: “قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ   رحمه الله: مَا نَعْلَمُ عَلَى مَجْنُونٍ طَلَاقًا فِي جُنُونِهِ، وَلاَ مَرِيضٍ مَغْمُورٍ لاَ يَعْقِلُ، إِلاَّ أَنَّ الْمَجْنُونَ إِذَا كَانَ يَصِحُّ مِنْ ذَلِكَ، وَيُرَدُّ إِلَيْهِ عَقْلُهُ، فَإِنَّهُ إِذَا عَقِلَ وَصَحَّ جَازَ أَمْرُهُ كُلُّهُ، كَمَا يَجُوزُ عَلَى الصَّحِيحِ” [84/2].

عليه؛ فما دام الزوج واعيًا بنفسه عند تطليقه لزوجتيه؛ فالطلاقُ لازمٌ له، ولا عبرة بما كان يشعر به الزوج من ضغوطٍ ومشاكلَ نفسيةٍ وشعورٍ بالضّيق؛ لأنه مكلّفٌ مختارٌ، ويملك منعَ نفسه مِن إيقاع الطلاق، وبذلك فقد بانتْ منه زوجته الثانية بينونةً كبرى؛ لتكرار لفظ الطلاق مع نية الثلاث، فلا تحلّ له حتى تنكح زوجًا غيره نكاح رغبة، ويطلقها أو يموت عنها، أما زوجته الأولى فيجوز له إرجاعُها بعقد وصداق جديدين؛ لانقضاء عدّتها بالولادة، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

16//جمادى الآخرة//1444هـ

09//01//2023م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق