طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوى

ما الذي يترتب على إخبار الزوج غيره بطلاقه الذي لم يقع؟

حكم الطلاق حال الإغلاق والإخبار به من قبل الزوج

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5078)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

أنا (ح) كنت قد طلقتُ زوجتي طلقةً رجعيةً، وأرجعتها في العدة، ثم بعد ذلك بمدة وقع خلافٌ بيننا، وكنت في حالة غضبٍ شديدٍ، لم أعلم معه ما يصدر عني مِن أقوالٍ وأفعال، وأوقعت الطلاق بلفظ: “أنت طالق بالثلاثة”، ولكني لم أعلم بهذا إلا مِن إخبارِ زوجتي، واتصلتُ بقريبي وأخبرتُه أني قد طلقتُ زوجتي بالثلاثة؛ بناءً على إخبارها لي، فهل طلاقي هذا واقعٌ؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الزوجَ إذا بلغ به الغضبُ مبلغًا لا يعي معه ما يقول، ولا يشعرُ بما يصدر عنه، فالطلاق لا يقع؛ لأنه حينئذ في حكم المجنونِ فاقِدِ العقل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتَلم، وعن المجنونِ حتى يَعقل) [أبوداود:4402، صحيح]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا طلاقَ ولا عتاقَ في إغلاقٍ) [أبوداود: 2193، حسن]، وقال الصاوي رحمه الله: “يلزم طلاق الغضبان، ولو اشتد غضبه… وكل هذا ما لم يغبْ عقله، بحيث لا يشعر بما صدر منه، فإنه كالمجنون” [حاشية الصاوي: 449/1].

والاتصال والإعلام بإيقاعِ الطلاقِ لا يعد تطليقًا؛ لأنه إخبارٌ لا إنشاءٌ للطلاق، والإخبار لا يلزم منه شيءٌ إذا لم يَنْوِ به المُخبِرُ الإنشاءَ، قال الشيخ عليش رحمه الله، فيمن ظنّ وقوع الطلاق منه فأخبر زوجته قائلا (أنت طالق): “يُدَيَّنُ فِي نِيَّةِ الْإِخْبَارِ بِقَوْلِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ، فَلَا يَلْزَمُهُ بِهِ طَلَاقٌ، وَكَذَا إنْ لَمْ يَنْوِ شَيْئًا؛ حَمْلًا لَهُ عَلَى الْإِخْبَارِ” [فتح العلي المالك:24/2].

وعليه؛ فإن كان الحال كما ذكر، فالطلاقُ غير واقع؛ لأنه صدر في حالةِ إغلاق، والإخبارُ به لا يُعَدُّ تطليقًا؛ لأنه إخبار وليس إنشاء للطلاق، والإخبار به كان عن أمر ظُّن وقوعه وهو لم يقع، فالزوجة باقيةٌ في ذمة زوجها، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد العالي بن امحمد الجمل

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

16//جمادى الآخرة//1444هـ

09//01//2023م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق