هل الإخبار بالطلاق طلاق؟ وهل يقع الطلاق على الحامل؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4846)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

طلقت زوجتي، وفي اليوم الثالث حاولتْ أن تقتربَ مني، فقلت لها -إخبارًا مني وتذكيرًا لها بما حصل بيننا -: “لا تقتربي فأنت الآن على ذمة نفسك”، ثم قمت بإرجاعها بفتوى، وبعد مدة حدثت مشكلة بيني وبينها، وأوقعتُ عليها الطلاقَ وهي حاملٌ في الشهر الرابع، وذهبتْ لبيت أهلها ومكثتْ فيه سنةً ونصف، والآن أرغبُ في إرجاعِها، فهل يجوز لي ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنْ كان الواقع ما ذكر في السؤال؛ فإن الطلاق النافذ هو طلقتان فقط، ولا يُعَدُّ قولك: “لا تقتربي فأنت الآن على ذمة نفسك” طلقةً؛ لأنه إخبارٌ فقط بالطلاق الحاصل، لا إنشاءٌ لطلاقٍ جديدٍ، فهو كمن قال: امرأتي طالقٌ، جوابًا لمن سأله عن امرأته بعد أن طلقها، قال الخرشي رحمه الله: “مَنْ أَوْقَعَ عَلَى زَوْجَتِهِ الَّتِي دَخَلَ بِهَا طَلْقَةً رَجْعِيَّةً وَلَمْ تَنْقَضِ عِدَّتُهَا، فَقَالَ لَهُ شَخْصٌ: مَا فَعَلْتَ، فَأَجَابَهُ بِقَوْلِهِ: هِيَ طَالِقٌ، فَإِنْ أَرَادَ إخْبَارَهُ بِمَا فَعَلَ فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ طَلْقَةٌ وَاحِدَةٌ وَهِيَ الْأُولَى، وَإِنْ نَوَى الْإِنْشَاءَ فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ طَلْقَةٌ ثَانِيَةٌ مُرْدَفَةٌ عَلَى الْأُولَى”[شرح مختصر خليل للخرشي: 4/50].

عليه؛ فيجوز للزوج أن يُرجع زوجته لذمته، لكن بعقد جديد وصداقٍ وشاهدين؛ لأن الزوجة قد خرجت من العدّة بوضع الحمل، ولم يرجعها الزوج قبل ذلك، فتعتبر بائنة منه بينونةً صغرى، ولا تحلّ له إلا بعقد جديدٍ، قال القرطبي رحمه الله: “فَإِنْ لَمْ يُراجِعْهَا المطلِّقُ حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، فَهِيَ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا، وَتَصِيرُ أَجْنَبِيَّةً مِنْهُ، لَا تَحِلُّ لَهُ إِلَّا بِخطْبَةٍ وَنِكَاحٍ مُسْتَأْنَفٍ” [الجامع لأحكام القرآن: 5/448]، وعلى الزوج أن ينتبه لنفسه، ويبتعد عن الطلاق؛ لأنه إذا طلّق مرة ثالثة فإنّ المرأة تَبينُ منه بينونةً كبرى، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد العالي بن امحمد الجمل

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

28//شوال//1443هـ

29//05//2022م