هل تدخل مراكز التحفيظ والدعوة في مصارف الزكاة

   بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى ( )

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

           من مصارف الزكاة (في سبيل الله)، فهل يدخل في ذلك مراكز تحفيظ القرآن، ومدارس العلوم الشرعية، والمراكز الدعوية كالجمعيات الدعوية، والقنوات الإسلامية المسموعة والمرئية، والمساجد، وطلبة العلم؟.

           الجواب:

           الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

       فإن المقصود بـ(سبيل الله) هم الغزاة، فهو متعلق بالغزو، والجهاد، وما في معناه كالرباط، ويعطى المجاهد، والمرابط، ولو كان غنيًا، ويدخل في ذلك آلات الجهاد كالسلاح، والآليات، والطائرات، والسفن الحربية، والخنادق، والسواتر، ونحوها، قال القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن (185/8): “قوله تعالى: (وفي سبيل الله) هم الغزاة، وموضع الرباط، يعطون ما ينفقون في غزوهم، كانوا أغنياء أو فقراء، وهذا قول أكثر العلماء، وهو تحصيل مذهب مالك رحمه الله”، وقال ابن العربي رحمه الله في أحكام القرآن (369/1): “قوله تعالى: (وفي سبيل الله) قال مالك: سبل الله كثيرة، ولكني لا أعلم خلافاً في أن المراد بسبيل الله ها هنا: الغزو …، ويعطى الغني عند مالك بوصف سبيل الله تعالى، كان غنياً في بلده، أو في موضعه الذي يأخذ به، وقال محمد بن عبد الحكم: يعطى من الصدقة في الكراع، والسلاح، وما يحتاج إليه من آلات الحرب وكف العدو عن الحوزة؛ لأنه كله من سبيل الغزو ومنفعته”.

         وعليه؛ فلا يدخل في ذلك ما ذكر في السؤال من مراكز، وجمعيات، وقنوات، ونحوها عند جمهور أهل العلم، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

                                                                    الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                          مفتي عام ليبيا