طلب فتوى
الزكاةالعباداتالفتاوى

إعطاء الزكاة لطالب العلم الشرعي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2703)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

ما حكم إعطاء الزكاة لطالب علم شرعي مغترب، متفرغ للطلب، أو لمعلم مغترب، سيتفرغ كليا لنشر الدعوة الصحيحة، والعلم الشرعي المؤصل؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالزكاة لها مصارفُ معلومة، قد بيَّنها الله تعالى في قوله: )إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( [التوبة:60]، فإن كان الطالب أو المعلم للعلم الشرعي فقيرًا متفرغًا للطلب، ليس لديه وظيفة، ولا ما يكفيه مِن تجارةٍ أو ميراث، أو غير ذلك، أو كان غارمًا، جاز دفعُ الزكاة إليه؛ لدخوله في أحد أصناف الزكاة المنصوص عليها في الآية، لا بوصفِه طالب علم أو عالـمًا؛ لأن هذا الوصف ليس موجبًا لاستحقاق الزكاة.

والراجح أن الداعية المتفرغ للدعوة وتعليم الناس العلم الشرعي، لا يدخل في مصرف (في سبيل الله)؛ لأن المقصود به الغزاة في سبيل الله، فهو متعلق بالغزو والجهاد، وما في معناه كالرباط، ويدخل في ذلك آلات الجهاد؛ كالسلاح، والآليات، والطائرات، والسفن الحربية، والخنادق، والسواتر، ونحوها، قال القرطبي رحمه الله: “قوله تعالى: (وفي سبيل الله) هم الغزاة، وموضع الرباط، يعطون ما ينفقون في غزوهم، كانوا أغنياء أو فقراء، وهذا قول أكثر العلماء، وهو تحصيل مذهب مالك رحمه الله” [الجامع لأحكام القرآن:185/8].

وقال ابن العربي رحمه الله: “قوله تعالى: (وفي سبيل الله)، قال مالك: سبل الله كثيرة، ولكني لا أعلم خلافًا في أن المراد بسبيل الله ها هنا: الغزو” [أحكام القرآن:369/1].

والمغترب المقيم في غيرِ بلده، لأيِّ غرض مباح، لا يدخل في مصرف (ابن السبيل)؛ لأن المراد به المسافر الغريب عن بلده، يحتاج في سفره، فيُعطَى من الزكاة ما يكفيه ليصلَ بلده، قال الحطاب رحمه الله: “ابن السبيل: الغريب المحتاج لما يوصله إلى بلده”[مواهب الجليل:352/2]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

أحمد محمد الكوحة

 

غيث بن محمود الفاخري

نائب مفتي عام ليبيا

12/صفر/1437هـ

24/نوفمبر/2015م

 

 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق