طلب فتوى
الصلاةالعباداتالفتاوىالمساجد

اصطحاب الأطفال إلى المساجد

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2610)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

ما حكم اصطحاب الأطفال دون سن السابعة إلى المساجد للصلاة؟ وإذا كان ذلك مباحًا، فبمَ تنصحون أولياء الأمور؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن اصطحاب الأطفال إلى المساجد جائز في الأصل، وقد دلت على ذلك جملة من النصوص، كصلاته صلى الله عليه وسلم وهو حامل أمامة بنت بنته [البخاري:486]، وتخفيفه الصلاة لسماع بكاء الصبي؛ لئلا يشق على أمه [مسلم:1083]، ولا شك في أن لذلك مِن المصالح التربوية ما لا يخفى، وهذا كله ما لم يترتب على ذلك أذية للمصلين، وإذهاب لخشوعهم، فإن ترتب على دخول الأطفال واصطحابهم إلى المساجد أذية للمصلين وتشويش عليهم، لم يجز اصطحابهم؛ رعاية لمصلحة المصلين، وسعيًا لتحقيق الخشوع، الذي هو لبُّ الصلاة وروحها، فإذا كان الأطفال غير منضبطين، ويشوشون على الحاضرين؛ فإنه لا يجوز لأوليائهم أن يأتوا بهم إلى المساجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم منع آكل البصل من قربان المسجد، وعلل ذلك بأنه أذية، وقال: إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان، فكل ما يؤذي المصلين فإنه لا يجوز فعله، وفي المدونة: “سُئِلَ مَالِكٌ عَن الصِّبْيَانِ يُؤْتَى بِهِمْ إلَى الْمَسَاجِدِ؟ فَقَالَ: إنْ كَانَ لا يَعْبَثُ لِصِغَرِهِ، وَيَكُفُّ إذَا نُهِيَ فَلا أَرَى بِهَذَا بَأْسًا، قَالَ: وَإِنْ كَانَ يَعْبَثُ لِصِغَرِهِ فَلا أَرَى أَنْ يُؤْتَى بِهِ إلَى الْمَسْجِدِ” [253/1]، وقَالَ ابْنُ فَرْحُونٍ فِي شَرْحِ ابْنِ الْحَاجِبِ: “إذَا كَانَ يَعْبَثُ وَلا يَكُفُّ إذَا نُهِيَ فَلا يَجُوزُ إحْضَارُهُ … فَالشَّرطُ فِي جَوَازِ إحْضَارِهِ أَحَدُ أَمْرَيْنِ: إمَّا عَدَمُ عَبَثِهِ، أَوْ كَوْنُهُ يَكُفُّ إذَا نُهِيَ عَنْ الْعَبَثِ، وَظَاهِرُ كَلامِ الْمُؤَلِّفِ – أَي: ابْنِ الْحَاجِبِ – أَنَّهُ يَكُفُّ عَنْ الْعَبَثِ إذَا وَقَعَ فِي الْمَسْجِدِ” [مواهب الجليل:115/2]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد محمد الكوحة

أحمد ميلاد قدور

 

غيث بن محمود الفاخري

نائب مفتي عام ليبيا

05/المحرم/1437هـ

18/أكتوبر/2015م

 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق