طلب فتوى
التبرعاتالفتاوىالمعاملاتالهبة

الحيازة شرط لصحة الهبة

التنازل هبة يمضي بالحيازة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (3764)

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

تنازل والدي لي ولأخويَّ عن قطعة أرض، وتنازل لأمي وأختيَّ عن قطعة أرض أخرى عليها بناء، وهو البيت الذي يسكن فيه، باشرت أنا وأخوَيَّ البناء في الأرض التي وهبها لنا، وبعد سنتين من البناء توفي والدي، فهل ما فعله والدي من تنازله لأمي وأُختيَّ، ولنا نحن الذكور، يجوز شرعًا؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنّ من ملك شيئاً حُقّ له التصرّف فيه كيف شاء؛ ببيع أو هبة، أو نحوها من التصرّفات الجائزة، والهبة لا تتم إلا بالحيازة، وهي تصرّف الموهوب له في الهبة تصرّف المالك في ملكه، قال ابن أبي زيد رحمه الله: “وَلاَ تَتِّمُ هِبَةٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ حُبُسٌ إِلاَّ بِالْحِيَازِةِ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ تُحَازَ فَهْيَ مِيرَاثٌ”[الرسالة:117]، وقال أبو الحسن المنوفي رحمه الله: “الْحِيَازَةُ وَهْيَ وَضْعُ الْيَدِ وَالتَّصَرُّفُ فِي الشَّيْءِ الْمَحُوزِ كَتَصَرُّفِ الْمَالِكِ فِي مُلْكِهِ بِالْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ وَالْهَدْمِ وَغَيْرِهِ مِنْ وُجُوهِ التَّصَرُّفِ”[كفاية الطالب الرباني:2/482]. ويشترط للهبة ألا يكون الغرض منها حرمانَ الورثة والإضرارَ بهم؛ لمخالفتها قصدَ الشارع من قسمة الميراث بالعدل، قال تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) [النساء:11].

عليه؛ فإن ما فعله والدك جائز شرعًا؛ لأن التنازل يعد هبة يشترط فيها الحيازة، فإن كان الحال كما ذكر في السؤال، مِن أنّ الأبناء باشروا البناء، فإن تصرفهم يعد حيازة تكون به الهبة صحيحة، أما هبة البيت الذي يسكنه فلابد من الإخلاء لموضع سكناه، قال التسولي رحمه الله: “(وإن يكن) الأب ونحوه (موضع سكناه يهب) لمحجوره ولو بالغًا وعبدًا (فإن الإخلاء له) أي لموضع سكناه (حكم وجب) لابد منه” [البهجة:2/401]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

28//جمادى الأولى//1440هـ

03//02//2019م

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق