طلب فتوى
الآداب والأخلاق والرقائقالصلاةالعباداتالفتاوى

الصلاة إلى قبلة منحرفة عمدا

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2389)

 

السيد/ مدير إدارة المساجد، حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة، وبعد؛

فبالإشارة إلى مراسلتكم، بخصوص تصحيح مكتب أوقاف العجيلات لقبلة مسجد (الجديدة)، التي بلغ انحرافها عشرين درجة، فقام بعض المصلين بإزالة العلامات والصلاة إلى القبلة المنحرفة، مما تسبب في خلاف ونزاع بين رواد المسجد، فما حكم ذلك؟

والجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالمساجد بيوت الله تعالى، وقد قال الله تعالى في وصفها: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) [النور:36]، فينبغي تنزيهها عن النزاع والخصومة واللغو، قال ابن كثير رحمه الله: “أمر الله برفعها، أي: بتطهيرها من الدنس واللغو، والأفعال والأقوال التي لا تليق فيها” [تفسير القرآن العظيم:62/6]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإياكم وهيشات الأسواق) [مسلم:432]، يعني: في المساجد، قال النووي رحمه الله: “أي: اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها” [شرح مسلم:156/4].

وجهة القبلة إذا عُلمت بوجه من وجوه الاستدلال، لأهل المعرفة بالشمس أو بالقمر أو بالبوصلة، أو غير ذلك من العلامات، فلا يجوز الانحراف عنها عمدًا، لا يسيرًا ولا كثيرًا؛ قال الشيخ الدردير رحمه الله، عندما تكلم عمّن تبينَ له الانحرافُ اليسير عن القبلةِ وعلِمَهُ داخلَ الصلاةِ، قال: “وصحَّت في اليسيرِ فيهِما مع الحرمَة” [الشرح الكبير:227/1]، وهذا يفيد أن الانحرافَ اليسيرَ مع العلمِ به – وإن لم يبطل الصلاة – فصاحبُه آثم.

ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، هي الجهة الوحيدة التي لها الولاية الشرعية على شؤون المساجد والأوقاف، وتجب طاعة وليّ الأمر إذا قيّدَ المباحَ، فكيف إذا أمرَ بمعروف، كتصحيحِ القبلةِ، ولا يجوز المنازعة ولا المخالفة في ذلك؛ لأنه من الافتيات على ولي الأمر، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من منازعة ولاةِ الأمر، أو الخروجِ عليهم، وتوعدَ مَن خرج عليهم قِيدَ شبرٍ بميتة جاهلية، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

أحمد محمد الكوحة

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

2/شعبان/1436هـ

20/مايو/2015م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق