طلب فتوى
2013البياناتصادر الدار

بيان دار الإفتاء رقم (11) لسنة 1434هـ 2013م، بخصوص اختطاف دولة أجنبية مواطنًا ليبيا.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 الحمدُ لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين، وبعد؛

     فإنّ دارَ الإفتاء في الوقتِ الذي تتألمُ لما حدث مؤخرا في بوابة (المالطي) من الاعتداء على الحراس وقتلهم عدوانا وغدرا، وتعزي أسرهم وأهاليهم، وتطالب بالقصاص من الجناة، فإنها تستنكر بشدة، ما حدث اليومين الماضيين من العمل المسلح، الذي قام به ليبيون ملثمون، وأدَّى إلى اختطافِ المواطن الليبي (نزيه الرقيعي) – حسب ما أفاد أهله – من أمام منزله، على مرأى ومسمعٍ مِن زوجته وأولاده، والذي أعلنت دولة أجنبية مسؤوليتها عنه، على خلفية اتهامه بتفجيرِ بعض سفاراتها بأفريقيا.

    وتَعدُّ دارُ الإفتاء هذا العمل انتهاكًا خطيرًا للسيادة الوطنية، يُمثلُ جريمةً وخرقًا لكلّ الشرائع والأعراف والاتفاقيات الدولية، وحقوق الإنسان.

 

     وتُطالِب دار الإفتاء الحكومةَ الليبية، والمؤتمرَ الوطنيّ، باتخاذ موقفٍ صارمٍ وحازمٍ؛ لحماية مواطنيهما، وأن يَتحملا المسؤوليةَ كاملةً، حيال هذا التعدي الصارخِ على الأمن الوطني، باتخاذ قرارات مناسِبة، تقوم بها عادة أيَّةُ دولةٍ لها سيادةٌ على أراضيها، وحرصٌ على سلامةِ مواطنيها، وذلك كوقفِ كلّ الاتفاقيات وعلاقات التعاون، وما إلى ذلك، والشكوى إلى المحاكمِ الجنائية الدولية، والأمم المتحدة، فهذا أقلُّ ما يجبُ في الوقت الراهن، لا أن تكتفيَ الحكومة بتصريحٍ هزيلٍ باهتٍ، تبعثُ به على استحياء، تطلبُ فيه توضيحَ الموقف !!! فإنَّ ذلك يعدّ تفريطًا مِن المسؤولين في الوطن، الذي أقسموا يوم أن تولوا على ألَّا يفرطوا فيه!

     وعلى المؤتمر الوطني أن يتحملَ مسؤوليته المنوطة به، ويستدعيَ الحكومةَ، ويتحققَ من صحةِ ما جاء في أول بيانٍ للدولة التي قامت بالاختطاف، مِن أنّ ذلك تمَّ باتفاقٍ مع الحكومةِ الليبية، فإذا ما تبين أنَّ ذلك صحيحٌ، فمعناه أن الحكومةَ متورطةٌ في تسليمِ أحدِ مواطنيها – الذي كان واجبُها أن تقوم بحمايته والدفاع عنه – إلى دولةٍ أجنبيةٍ، وتهمةُ التسليمِ على هذا النحوِ غير المشروع في القانون خطيرةٌ.

والسؤالُ الذي يجب أن يسأله كلُّ مواطنٍ الآن:

هل آلافُ الشبابِ الذين تُعد الحكومةُ لإيفادهم للتدريب في الخارج، سيدَرّبون على ما قامَ به هؤلاءِ الملثمونَ باختطافِ (نزيه الرقيعي)؟!

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق