2023البياناتبيانات مجلس البحوث الشرعيةصادر الدار
(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء حول جريمة حرق المصحف أمام السفارة الليبية بالدنمارك)
(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء حول جريمة حرق المصحف أمام السفارة الليبية بالدنمارك)
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول اللهِ، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فما زالتْ بعضُ الدولِ المعادية للإسلامِ مستمرةً في تطاولها على مقدسات المسلمينَ، غير عابئةٍ بهم، ولا مراعية لمشاعرِهم.
وها هيَ دولةُ الدانماركِ تجددُ الإساءةَ إلى مقدساتِ المسلمينَ، فتحمي المتطرفينَ، الذينَ أحرقُوا نسخةً من المصحفِ الشريفِ أمام السفارة الليبية، في العاصمة الدانماركيةِ يوم الجمعة، وليستْ هذه هي المرةَ الأولى التي تُقدِم فيها الدانماركُ على هذا العدوانِ على مقدساتِ المسلمين، فما زالَ المسلمونَ يذكرونَ موضوعَ الرسوم المسيئةِ للنبي صلى الله عليه وسلم، قبل سبع عشرة سنةً، إضافةً إلى السماحِ بإحراقِ نسخةٍ من المصحف الشريف قبلَ أشهرٍ.
إنَّ مجلسَ البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية، والشعب الليبيّ المسلم، إذْ يستنكرُ هذه الفعلةَ القبيحةَ، ليؤكدُ على ما يلي:
أولًا:
الواجبُ الشرعيّ على الحكومةِ الليبية قطعُ العلاقات مع الدانمارك، لا سيمَا وأنّ الدانمارك لم تعتذرْ، أو تتراجعْ عن موقفها، بعد الإدانةِ التي أعلنتْها وزارة الخارجية الليبية، وأنَّ هذا أقلّ ما يجب على المسلمين، تجاه الإصرار على تجاهل التحذير مِن أثرِ هذه المواقف العدوانية.
ثانيًا:
يجبُ على أهلِ العلم والرأي والقلم والكلمةِ، وكلِّ ذي تأثيرٍ؛ أن ينكرُوا هذا المنكرَ، ويبينوا واجبَ الأمة تجاهَ هذه القضية الكبرى، وأن يُظهروا ذلك في كتاباتِهم ومواقفِهم.
ثالثًا:
المطلوبُ من المسلمين جميعًا، حكامًا وشعوبًا؛ مقاطعةُ المنتجاتِ الدانماركية، فإنّ المالَ معبودُهم، والخوفَ على الاقتصادِ هاجسُهم، وقد جربتِ المقاطعة معهم في الماضي، عند الإساءةِ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأجبرتْهم على الاعتذارِ للمسلمينَ، والتراجعِ عن فعلهم البغيضِ في ذلك الوقتِ.
رابعًا:
نكررُ ما ذكرناهُ سابقًا، من أنَّ هذا الدينَ منصورٌ، وأن هذا القرآنَ محفوظٌ، وأنّ المتطاولَ على النبيّ صلى الله عليه وسلم أبترُ مخذولٌ، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة:33]، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر:9]، وقال عز وجل: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ}[الكوثر:3]، ولكنه ابتلاء واختبار للمسلمين {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحديد:25].