طلب فتوى
العقيدةالفتاوى

تهنئة الكفار بأعيادهم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2332)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

رجلان (إفريقي، وصيني)، كانا على النصرانية، فأنعم الله عليهما بالإسلام، ولايزالان يشتركان في السكن مع والديهما وإخوتهما، الذين لا يزالون على دين النصارى، كما أن لهما أصدقاء نصارى، يترددون عليهما، فهل يجوز لهما تهنئة أهلهم وأصدقائهم بأعياد النصارى، كالكرسمس وغيره؟ علمًا بأنهما يسعيان لدعوتهم إلى الإسلام، ويخشيان من امتناعهما عن التهنئة، أن يعود ذلك بالسلب على دعوتهم للإسلام؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن حسن المعاملة، مع النصارى وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، والعدل في تبادل الحقوق معهم، التي تقتضيها ضرورة المجاورة والمعاملة الدنيوية، لمن كان منهم كافًّا شره عن المسلمين؛ مما لا حرج فيه بل مطلوب شرعًا، قال الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة:8]، قال القرطبي: (هذه الآية رخصة من الله تعالى في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم) [الجامع لأحكام القرآن:59/18]، وأيضا فإننا مأمورون أن نعامل جميع الناس بالحسنى، كما قال الله عز وجل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) [البقرة:83].

أما تهنئتهم بأعيادهم فلا تجوز؛ لأن العيد من أعمال دينهم المرتبطة بعقائدهم الباطلة، ولا تحل مباركة الباطل، ولا التهنئة به، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

محمد الهادي كريدان

أحمد محمد الكوحة

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

07/رجب/1436هـ

26/أبريل/2015م

 

                            

                                                                    

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق