طلب فتوى
الزكاةالعباداتالفتاوى

حكم إعطاء الزكاة لمسلمي بورما

بسم الله الرحمن الرحيم

رقم الفتوى (  )

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

ما حكم جمع الزكاة وإرسالها إلى مسلمي إقليم أراكان في بورما؛ لأنهم يتعرضون لظلم، وقتل، وتشريد من البوذيّين؟.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالأصل في صرف الزكاة أن يكون في البلد الذي وجبت فيه الزكاة؛ لقول رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ “فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ” [البخاري: 1496، ومسلم: 19]، إلاّ إذا كان الناس في البلد البعيد أشد حاجةً وفقراً، فيندب نقلها إليهم إيثاراً للمضطر، وأهلنا في بورما أصابهم من البلاء والشّدّة من قِبَلِ البوذيّين الحاقدين ما يوجب على المسلمين جميعاً الوقوف معهم، ودفع الضرر عنهم، فهم بحاجة إلى عون إخوانهم المسلمين في كلّ مكان من البلاد الإسلامية، قال القرطبي: “قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ أَيْضًا: وَإِنْ نُقِلَ بَعْضُهَا لِضَرُورَةٍ رَأَيْتُهُ صَوَابًا. وَرُوِيَ عَنْ سَحْنُونٍ أَنَّهُ قَالَ: وَلَوْ بَلَغَ الْإِمَامَ أَنَّ بِبَعْضِ الْبِلَادِ حَاجَةً شَدِيدَةً جَازَ لَهُ نَقْلُ بَعْضِ الصَّدَقَةِ الْمُسْتَحَقَّةِ لِغَيْرِهِ إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْحَاجَةَ إِذَا نَزَلَتْ وَجَبَ تَقْدِيمُهَا عَلَى مَنْ لَيْسَ بِمُحْتَاجٍ (وَالْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يُسْلِمُهُ وَلَا يَظْلِمُهُ)” [الجامع لأحكام القرآن: 175/8]. والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                     مفتي عام ليبيا

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق