طلب فتوى
الطهارةالعباداتالفتاوى

حكم المسح على الجوربين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (783)

 

               السيد المحترم / مدير مكتب الأوقاف والشؤون الإسلامية “العجيلات”.

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   تحية طيبة، وبعد :

          فبالإشارة إلى مراسلتكم ذات الرقم الإشاري (30/12/459 بخصوص السؤال المتعلق عن كثرة النقاش والجدال حول صحة المسح على الجوربين، والصلاة خلف من يمسح عليهما، وإسداء النصيحة فيما يتعلق بهذا الأمر، فالجواب:

             إن المسح على الجوربين، فيه اختلاف بين أهل العلم، المتقدمين والمتأخرين، وخلاصة الأقوال في هذه المسألة، أنه قال بالمسح على الجوربين جماعة من الصحابة، وجوزه الحنابلة، ولا يجوز عند المالكية والحنفية، وجوزه صاحبا أبي حنيفة: (محمد، وأبو يوسف)، وعند الشافعية خلاف، منهم من يشترط أن يكونا مجلدين، ومنهم من يشترط أن يكونا منعلين، أي يلبس معهما نعل من أسفل؛ ليمسح عليهما وعلى النعل، ومنهم من جوزه مطلقا، ما دام يمكن تتابع المشي فيهما، وقال ابن حزم: “المسح عليهما سنة” [المحلى:2/80 وسبب الاختلاف بين العلماء في صحة المسح على الجوربين من عدمه، اختلافهم في صحة الأحاديث الدالة عليه، وعليه تبين أن المسح على الجوربين من مسائل الخلاف، ومسائل الخلاف لا يجوز الإنكار والتشدد فيها، ولا تعريض المسلمين بسببها إلى الانقسام، فمن مسح عليهما يصلى خلفه، ولا ينكر عليه، لا كما يفعل بعض الناس اليوم عندنا، ومن تركه واحتاط لنفسه في مسألة اجتهادية لا ينكر عليه، ولا يقال له تركت سنة، ومن ترك المسح على الجوربين، لا بنية التشدد والإعراض عن الرخص، بل رغبة في الأفضل، والأخذ بالأحوط؛ خروجاً من الخلاف، وإيثاراً لما تكون عليه العبادة صحيحة بالإجماع، فقد أخذ في دينه بالحزم، وذلك محمود، فالخروج من الخلاف للأخذ بالأحوط يحبه العلماء، قال الليث بن سعد: “إذا جاء الاختلاف أخذنا بالأحوط” [جامع بيان العلم:2/81 وقال العز ابن عبد السلام: “الأولى التزام الأشد والأحوط للدين، فإن من عزّ عليه دينه تورع” [المعيار:6/382 وقد اختلف العلماء في الفخذ هل هو عورة يجب ستره على ماجاء في حديث جرهد الأسلمي رضي الله عنه، أو ليس بعورة، ولا بأس من كشفه، على ما دل عليه حديث أنس رضي الله عنه ، قال البخاري بعد أن خرج حديث جرهد تعليقاً: وحديث أنس مسنداً ـ قال: حديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط، حتى يخرج من اختلاف العلماء” [البخاري: 2/26]، والله أعلم.  

   وفقكم الله لخدمة دينه وعباده..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

                                                                               الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                                       مفتي عام ليبيا

25/صفر/1434هـ

3013/1/7

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق