طلب فتوى
الفتاوىالمساجد

ضرر التبريد القوي للمكيفات داخل المسجد

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2554)

 

ورد إلى دار الإفتاء الأسئلة التالية:

السؤال الأول: ما حكم تشغيل المكيفات داخل المسجد على درجة حرارة منخفضة، مما يضر بالمرضى وكبار السن، ما اضطرهم للعزوف عن صلاة الجماعة، أو الحضور وقت الإقامة، والخروج بعد انقضاء الصلاة مباشرة؟ وهل يأثم المرء إذا تغيب عن الجماعة أحيانًا خشيةَ المرض؟ وهل يأثم من تسبب في عزوف المصلين عن الجماعة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن على لجنة المسجد مراعاة أحوال الناس، خصوصًا الضعفاء، قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (يا عمر، إِنَّكّ رَجل قوي، فلا تُؤذِ الضعيف) [السنن الكبرى للبيهقي: 130/5]، والتنسيق بين رواد المسجد ولجنتهم ممكن، بجعل جانب من المسجد – مثلا – لا تفتح فيه المكيفات، يخصص لمن لا يرغب في الهواء البارد، فإنه كما أن بالمسجد من لا يريد الهواء البارد، فإن منهم أيضا من لا يطيق الحر، فعليكم أن تتطاوعوا، فإن المساجد من أهم وظائفها تأليف القلوب، والتراحم بين المسلمين، ولا يأثم – إن شاء الله – المتخلف عن صلاة الجماعة أو المتأخر عنها لعذر، فصلاة الجماعة سنة مؤكدة، فـعن عياض: “صلاة الجماعة سنة مؤكدة” [شرح الزُّرقاني على مختصر خليل: 2/3]، والله أعلم.

السؤال الثاني: ما حكم فتح الإضاءة في المسجد نهارا، والإضاءة الطبيعية كافية، وفتح المكيفات والمسجد مقفل؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن فتح الإنارة والمكيفات دون حاجة إليها من الإسراف المحرم شرعا، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأنعام:141]، وفتح الإنارة دون حاجة يتسبب في زيادة الأحمال على الشبكة، مما يضر بالمسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: (لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ) [ابن ماجه: 2430]، والله أعلم.

السؤال الثالث: ما حكم الجلوس في المسجد بعد الصلاة للحديث عن أمور الدنيا، وجعل المكيفات والإنارة مفتوحة في هذه الأوقات؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الجلوس في المساجد للحديث عن أمور الدنيا مما كرهَه علماؤنا، فعن ابن مسعود رضي الله عنه يرفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم: (سيكون في آخر الزّمان قومُ يجلسون في المساجد حِلقًا حِلقًا، إمامهم الدّنيا، فلاتجالسوهم، فإنّه ليس لله فيهم حاجة) [رواه الطّبراني: 10452]، وقال عمر رضي الله عنه: “المصلّون أحق بالسّواري من المتحدّثين إليها” [رواه البخاري تعليقا: 106/1].

عليه؛ فلا ينبغي الجلوس في المساجد للتحدث في أمور الدنيا، فضلا عن فتح الإنارة والتكييف لهذا الغرض فقط، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد محمد الكوحة

أحمد ميلاد قدور

 

غيث بن محمود الفاخري

نائب مفتي عام ليبيا

30/ذو القعدة/1436هـ

14/سبتمبر/2015م

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق