طلب فتوى
التبرعاتالعباداتالفتاوىالمساجدالمعاملاتالوقف

ما حكم تحويل مسجد قديم إلى مركز ثقافي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (3169)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

أُسّس مسجدُ (المرغني القديم) عام 1234هـ، الموافق 1814م، وكانت تُقام به الصلاة في المنطقةِ حتى عام 2000م، حيث أُنشئ بالقربِ منه مسجدٌ جديدٌ، وبقي المسجدُ القديمُ يُدرّس به القرآنُ الكريم حتى عام 2007م، حيثُ انتقلَ الطلبة إلى المسجدِ الجديدِ، وأُقفلَ المسجد القديمُ من ذلك التاريخ، وبقيَ مهجورًا، وبما أنه لا يزالُ شاغرًا في الوقتِ الحاضرِ، قام الأهالي ببعض الترميماتِ حسب الإمكانيات المتاحة، للاستفادة منه في استضافة مركز ثقافي، وذلك بعد كتاب عميد بلدية سوق الجمعة بشأن دعم الأنشطة الاجتماعية والثقافية، في استحداث مراكز ثقافية أهلية محلية؛ ليكون مقرا للمركز، حتّى إيجادِ مقرّ بديل له، علما بأنه ملاصقٌ للمقبرةِ من الجهتين الشرقية والشمالية، وجزء من الجنوبية، وهو مسجل بمصلحة الآثار، تحت رقم   (243/051).

فهل يجوز لنا تغيير المسجد إلى مركزٍ ثقافيّ؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالأصل أن الحبس لا يباع، ولا يتصرف فيه بمبادلة ولا غيرها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر في صدقته: (أمسك أصلها، وسبل الثمرة)، وقول عمر بعد ذلك: “لا يباع، ولا يوهب، ولا يورث” [النسائي:6432]، قال الله عز وجل: (فَمَنم بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [البقرة:181]، قال المواق رحمه الله: “(واتبع شرطه إن جاز)، قال ابن الحاجب: مهما شرط الواقف ما يجوز له اتبع، كتخصيص مدرسة أو رباط أو أصحاب مذهب بعينه” [التاج والإكليل:7/649]، وقال سحنون رحمه الله: “بقاء أحباس السلف خرابًا دليل على أن بيعها غير مستقيم” [شرح الخرشي:7/95].

وعليه؛ فلا يجوز تغيير المسجد إلى النشاط المذكور في السؤال، وينبغي فتح المسجد بعد صيانته، وتعميره برفع الأذان فيه، وإقامة صلاة الأوقات جماعة للبيوتِ القريبةِ منه، ولا تقام فيه الجمعة، حتى لا يحصل انقسام وشقاق بين المسلمين؛ لإقامتها في المسجد الجديد، ويمكن تعليم الأطفال فيه القرآن، على أن يصلي المدرس بالطلبة الصلوات المكتوبة وقت التحفيظ، مع مَن قصَدَ المسجد للصلاة، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

أحمد محمد الكوحة

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

28/ربيع الأول/1438هـ

27/ديسمبر/2016م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق