طلب فتوى
الصلاةالعباداتالفتاوىالمساجد

ما حكم وقوف الأطفال غير البالغين في الصف الأول من المسجد؟

ما حكم اصطحاب الأطفال إلى المساجد؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4920)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

ما حكم وقوف الأطفال غير البالغين في الصف الأول من المسجد؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإحضار الأطفال إلى المساجد جائزٌ، ما لم يترتب عليه أذيةٌ للمصلين، وإذهابٌ لخشوعهم، وإلا لم يجز اصطحابهم؛ رعايةً لمصلحة المصلين، وسعيًا لتحقيق الخشوع، الذي هو لبُّ الصلاة وروحها، قال ابن فرحون رحمه الله فِي شرح مختصر ابن الحاجب رحمه الله: “إذَا كَانَ يَعْبَثُ -أي: الصبي- وَلا يَكُفُّ إذَا نُهِيَ فَلا يَجُوزُ إحْضَارُهُ … فَالشَّرطُ فِي جَوَازِ إحْضَارِهِ أَحَدُ أَمْرَيْنِ: إمَّا عَدَمُ عَبَثِهِ، أَوْ كَوْنُهُ يَكُفُّ إذَا نُهِيَ عَنِ الْعَبَثِ، وَظَاهِرُ كَلامِ الْمُؤَلِّفِ -أي: ابن الحاجب- أَنَّهُ يَكُفُّ عَنِ الْعَبَثِ إذَا وَقَعَ فِي الْمَسْجِدِ” [مواهب الجليل: 2/115]، وقد وصف أبو مالك الأشعري رضي الله عنه  صفوف مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “وَيُجْعَلُ الرِّجَالُ قُدَّامَ الْغِلْمَانِ، وَالْغِلْمَانُ خَلْفَهُمْ، وَالنِّسَاءُ خَلْفَ الْغِلْمَانِ”‏[المسند: 22911]، أي أنه كان للأطفال مكان معروف في المسجد، ولعل في هذا تعويدًا وترغيبًا لهم في صلاة ‏الجماعة، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن يصلي معه جماعة، أن يكون البالغون العقلاء ‏منهم خلفه في الصف الأول بقوله: (لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو ‌الْأَحْلَامِ ‌وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) [مسلم: 432]، والصبي الذي قارب البلوغ، وناهز الحلم هو كالبالغ، لا ينهر، ولا ينفر، وهذا عند التزاحم، أما إذا كان الصف الأول غير مكتمل بالمصلين، فاكتماله بهم أولى من اصطفافهم خلفه، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد العالي بن امحمد الجمل

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

10//محرم//1444هـ

08//08//2022م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق