طلب فتوى
2012البياناتصادر الدار

بيان دار الإفتاء حول مكافآت الثوار

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،وبعد:

فإنه بالنظر لكثرة التظلمات التي وصلت من الثوار إلى دار الإفتاء بخصوص الشروط الموضوعة من الحكومة للمكافآت التي صرفت إليهم، والآلية التي ثم بها الصرف،فإن دار الإفتاء تودّ من الحكومة والدولة أمرين:

الأول: أن تعد قاعدة بيانات حقيقية غير قابلة للتزوير على غرار المنظومة التي يقال إنها أعدت لمصرف ليبيا المركزي لصرف الألفي دينار للعائلات، حتى لا تقع الدولة مرة أخرى في المستقبل فيما وقعت فيه الآن من وقوع المال حينًا في يد من لاحق له فيه،وحينًا آخر في حرمان من يستحقه، وهذه المنظومة ضرورية حتى لأمور أخرى قد تحتاجها الدولة مثل وضع آلية دمج الثوار في مؤسسات الدولة.

الثاني: أن تصلح الدولة ما يمكن إصلاحه فيما يتعلق بالشروط التي وضعتها فيمن يستحق المال، وذلك بأن تعفي الثوار الحقيقيين الذين خاضوا المعارك والذين لا يزالون مرابطين على الجبهات وفي البوابات يحفظون الأمن – تعفيهم من الشرط الذي وضعته لصرف المال، وهو ألا يكون لهم مرتبات من جهة أخرى، لأننا عندما نحرمهم بسبب مرتباتهم ،نكون قد سوينا بينهم وبين كتائب القذافي ،وكذلك بينهم وبين النائمين في بيوتهم أثناء خوض المعارك ، فالجميع يأخذون مرتبات، فما المزية التي امتاز بها الثوار بعد التحرير عن سائر الناس إذًا؟ لم تبق لهم أي مزية وهذا ليس إنصافا ، خصوصا أن منهم من له مرتب وأخذ المال يظن أن له فيه حقا وصرفه، فصار دينا عليه يصعب عليه رده، ومنهم عندما علم أنه لا يستحقه بادر برده وإيداعه في حساب الودائع الخاص بالخزانة العامة في مصرف ليبيا المركزي.

فلدينا شريحة كبيرة في المجتمع بحمد الله من الثوار على تقوى من الله وورع وتحر للحلال، فردوا المال بعد أن أخذوه، علينا أن نأخذ بأيديهم ونشجعهم، وبهؤلاء وأمثالهم وخوفهم من ربهم يحصل النصر، وتحفظ البلاد من الفتن ومكر الماكرين، فالدولة ينبغي أن تعين الناس على الحلال فتوفر لهم كفاياتهم في معايشهم ، ليس فقط في القوت والأكل، بل في المسكن والزوج، لكن ليس على طريقة القذافي بقروض الربا والمال الباطل المبني على الغش والتحايل، بل بالقروض الحلال ومشاريع الإنتاج، فإنه إذا صلحت أموال الناس وأقواتهم طهرت نفوسهم واستقامت أعمالهم وسلوكهم، ولا تجدهم الدولة حينها إلا أكبر عون لها على الأمن والاستقرار وخير معين للنهوض بالبلد، نسأل الله أن يجمع الكلمة على الحق، ويصلح الراعي والرعية، ويجنب البلاد الفتن.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق