طلب فتوى
الفتاوىالمواريث والوصايا

وصية تؤدي إلى محرم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1727)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

توفيت والدتي، وطلبت منّا ـ نحن البنات ـ أن لا نتنازل لأخينا الوحيد عن حقنا في بيت الوالدة بعد موتها، وذلك عقاباً منها لأخينا الذي لم يكن حريصاً على برها، وقالت: “لا أسامحكن إن تنازلتن عن حقكن في البيت”، والآن أخونا المذكور في حاجة ماسة لهذا البيت نظراً لظروفه، فهل يجوز لنا التنازل عن البيت له؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد :

فلايجب الوفاء بهذه الوصية؛ لما فيها من قطيعة الرحم التي أمر الله بوصلها، وتوعد على قطعها، كما قال الله تعالى: )فَهَلْ عَسِيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ(، فإن أردتن صلة أخيكن بالتنازل له عن البيت فلكن ذلك، وتؤجرن عليه، فلا يلزمكن الوفاء بالوصية المذكورة.

وعلى أخيكن تقوى الله عزوجل والتوبة من عقوق والدته،وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم على عقوق الوالدين بعدم دخول الجنة فقال: (ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى) [أخرجه أحمد: 134/2].

والإكثار من الاستغفار لها، وصلتها بالصدقات ونحوها، لعل الله أن يتجاوز عنه. والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

أحمد محمد الكوحة

محمد الهادي كريدان

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

26/ربيع الأول/1435هـ

2014/1/27م

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق