بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1162)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
نحن موظفون في الشركة العامة للكهرباء، نبقى إلى نهاية الدوام، مع أنه لا وجود لأي عمل البتة، ولا متوقع، وهذا حالنا منذ سنوات، مع أن رؤسائنا يغادرون مبكرا، فهل يجوز لبعضنا الخروج من مكان العمل قبل نهاية الدوام؛ للاستفادة من الوقت؟ كذلك يصرف لنا (مديرين وموظفين) مقابل عمل إضافي، مع أنه لا أحد يبقى بعد نهاية الدوام، فما حكم ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنه لا يجوز الخروج قبل الوقت، ولو لم يكن ثمة عمل؛ لأن الوظيفة مرتبطة بالوقت، لا بإنجاز العمل، والموظف يستحق المرتب كاملا على وجوده في مكان العمل، كل الوقت المحدد، مع القيام بما أسند إليه من عمل، دون تباطؤ ولا تنصل، وإلا فلا يستحق منه إلا بقدر ما أدى من وقت ومن عمل، وقد كثرت الشكوى من المسؤولين في الإدارات، وخصوصًا إدارات الأمن والشرطة في مدن متعددة؛ مثل مصراتة وطرابلس وضواحيها، بأن نسبة كبيرة من ضباط ورجال الشرطة لا يزالون إلى حد الآن ماكثين في بيوتهم، لا يلتحقون بأعمالهم، ويأخذون مرتباتهم طول هذه المدة، وهذا بلا شك يعد من أكل المال بالباطل، والتعدي على مال الأمة، الذي لا يبارك الله لآخذه فيه، وصاحبه متعد ظالم، ومعرض نفسه لما توعد الله تعالى به الظالمين، قال تعالى: (وَمَنْ يَّظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا) [الفرقان:19]، وأما مقابل العمل الإضافي؛ فلا يجوز أخذه إلا لمن قام بالعمل المطلوب، في الوقت المضاف بعد نهاية الدوام، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
7/جمادى الآخرة/1434هـ
2013/4/18