التغيب عن العمل بسبب أزمة البنزين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1625)

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

تمرُّ البلاد هذه الأيام بأزمة في الوقود، مما يضطر بعض الموظَّفين للتغيّب عن أعمالهم لهذا السبب، فهل يأثم الموظَّف إذا تغيّب، وهل لمديره الخصم من مرتبه؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الموظَّف التابع للمؤسسات الحكومية بالدولة، ملزَمٌ بالوفاء بما اتفق وتعاقد عليه مع المؤسسة التابع لها، من حيث الالتزام بساعات الدوام المقررة، والحضور والانصراف، وأداء الأعمال المناطة به على أتمّ وجه، والحرص على الوظيفة التي يشغلها، والسعي في النهوض بالمؤسسة التي يتبعها، كما هو ملزمٌ بمراقبة الله تعالى في تأديته وظيفته، وإذا عرض له عارض – خارج عن إرادته – كأزمة الوقود المذكورة في السؤال، فيجب على الموظف أن يبذُل قصارى جهده في التغلب عليها، فإن فعل ولم يتمكن، فلا إثم عليه؛ لقول الله تبارك وتعالى: (لا يُكَلّفُ اللهُ نفسًا إِلّا وسْعَهَا)، كما ينبغي للمسؤول أن يتعرف على سبب تغيّب الموظّف التابع له، فإذا تبيّن أنه بذل جهده في الالتحاق بوظيفته ولم يتمكن، فعليه أن يلتمس له العذر، والله أعلم .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

غيث بن محمود الفاخري

أحمد محمد الكوحة

محمد الهادي كريدان

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

14/صفر/1435هـ

2013/12/17م