بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3853)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
حصلت خصومة في عقار عند البيع، ولم يتم البيع في عدة مرات بسبب خصومات حدثت للعائلتين، وفي المرة الأخيرة باع صاحب العقار عقاره وهو غاضب، بمليون ومئة ألف دينار، ولم يتم تفصيل دفعات، وقد تبين أن ثمن العقار ما بين أربعة إلى خمسة ملايين دينار، فهل يجوز الرجوع في البيع؟ علما بأن البائع لم يكن يعلم سعر البيع الحقيقي للعقار، وأن أبناءه غير موافقين على البيع بتاتا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن البيع بسعر أقل من سعر السوق بكثير، مع جهل البائع بثمن السوق – كما جاء في السؤال – هو من غبن المسترسل، وهو من الغبن الفاحش، شديد القبح، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (غَبْنُ الْمُسْتَرْسِلِ رِبًا) [سنن البيهقي5/571]، وقال ابن رشد رحمه الله: “وَالْقِيَامُ بِالْغَبْنِ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ إِذَا كَانَ عَلَى الاسْتِرْسَالِ وَالاسْتِنامَةِ وَاجِبٌ بِإِجْمَاعْ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (غَبْنُ الْمُسْتَرْسِلِ ظُلْمٌ)، وَبِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى التَّوْفِيقُ” [المقدمات الممهدات: 139/2].
عليه؛ فللبائع الرجوع في بيع العقار، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
18//رجب//1440هـ
25//03//2019م