هل يحرم وضع قصاصات محتوية على وصايا ونصائح في علبة؟ وهل هو ضربٌ من السحر؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5102)

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

ابنتي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعمل من المنزل من خلال متجر إلكتروني، تبيع فيه بعض نشاطاتها، ومن هذه النشاطات ما أرفقنا لكم صورةً منه، وهو عبارة عن مجموعة قصاصاتٍ ورقيةٍ بعدد أيام العام، كل قصاصةٍ محتوية على جملةٍ فيها حكمة أو نصيحة، توضع هذه القصاصات في علبة مزيَّنة وتباعُ، يُخرِج منها الزبون كل يوم قصاصة بشكل عشوائيّ؛ ليجد فيها جملة تحفزه أو تحثه على فعل خير، أو تذكرهُ بخيرٍ، وذات مرةٍ اشترى زبونٌ أحدَ الأشغال، ولكن مكتب النقل أخبرني أنه تم إيقافُه في إحدى بوابات التفتيش، وصودرتِ البضاعةُ بحجةِ أنها مشتملةٌ على السحرِ، فهل يعدُّ ما في الأوراق المرفقة مِن السحر؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الشغل المذكور هو مجموعة من العباراتِ بعددِ أيام السنة، اشتملتْ على الحكم والوصايا النافعة، والغرضُ منها التذكير والحثُّ على علو الهمةِ والنشاطِ وفعلِ الخيرات، والله تعالى يقول: ﴿‌وَافْعَلُواْ ‌الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77]، ويقول: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ (3)﴾ [سورة العصر]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “الدِّينُ النَّصِيحَةُ” قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: “لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ” [مسلم: 55]، وما ورد في السؤال يدخل في عموم هذه النصوص الشرعية، وليس مِن السحر في شيءٍ، فلا يجوز للجهاتِ الضبطية مصادرتُهُ بغير دليلٍ ولا برهانٍ؛ لأن أخذهُ ومصادرتهُ بهذه الدعوى المجردة هو من أكلِ أموالِ الناس بالباطلِ، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد الرحمن بن حسين قدوع

عصام بن علي الخمري

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

14//رجب//1444هـ

05//02//2023م