حكم منع الجد من زيارة أحفاده

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5220)

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

زوَّجتُ ابني لبنت أخي، وبعد فترة من الزواج حدثت مشاكل، ترتبَ عليها منعي وعائلتي من زيارة ابني في منزله، وكذلك منعُ أحفادي من زيارتهم لي، فهل لي الحق شرعًا في المطالبة بزيارة أبناء ابني؟ وهل يحق لي ولأفراد عائلتي زيارة ابني في منزله، وأن أطلب من ابني زيارتي؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن قطع الرحم حرامٌ، قرنه الله تعالى بالفساد في الأرض، قال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسِيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ [محمد:22]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ) [مسلم: 2556]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ) [مسلم: 2555]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إليهِم وَيُسِيؤُونَ إلَيَّ، وَأَحْلُمُ عنْهمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقالَ صلى الله عليه وسلم: (لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ، وَلَا يَزَالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ علَى ذلكَ) [مسلم: 2558]، والملُّ: الرمادُ الحار، وقال القاضي عياض رحمه الله: “وَلَا خِلَافَ أَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ وَاجِبَةٌ عَلَى الْجُمْلَةِ، وَقَطْعَهَا كَبِيرَةٌ” [إكمال المعلم: 20/8].

عليه؛ فيحرم منع أبناء الابن من زيارة جدهم، ومنع الجد وأفراد عائلته من زيارة ابنهم وأحفادهم؛ لأن صلة الرحم واجبة، ومانعها مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وعلى الزوجة إعانةُ زوجها في البر بوالديه، وتربيةُ أبنائها التربيةَ الصالحة بالصلة والإحسان، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد العالي بن امحمد الجمل

حسن بن سالم الشريف

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

01//ذو الحجة//1444هـ

19//06//2023م