حكم ممارسة تقنيتي: (الثيتاهيلينج) و(الأكسس بارز) لمزاولة العلاج بهما.
العلاج بالطاقة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5613)
السيد المحترم/ رئيس النقابة العامة للطب المكمل بليبيا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة، وبعد:
فبالنظر إلى مراسلتكم المتضمنة السؤال عن حكم ممارسة تقنيتي: (الثيتاهيلينج) و(الأكسس بارز)، التي طلَبَ منكم بعضُ ممارسيها الحصولَ على إذنٍ لمزاولة العلاج بهما.
فالجواب كالتالي:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أمّا بعد:
فهاتان التقنيتان وغيرهما ممَّا يُرَوَّج له بأنَّه علاج بالطاقة، هي في حقيقتها تطبيقاتٌ معاصرةٌ لعقائدَ إلحاديّةٍ وطقوسٍ وثنيةٍ ومذاهبَ ماديةٍ، ترتكزُ على معتقداتٍ فاسدةٍ، منافيةٍ لثوابت الإسلام ومحكماته، تحتوي على كثيرٍ من الخرافاتِ المؤثرةِ في عقيدةِ كل مَن يمارسها.
حيث تقوم تقنية (الثيتاهيلينج) على أساسِ دعاءِ الخالقِ أو طاقةِ الخلقِ أو الطاقةِ الخالقة، وهذا اعتقادٌ فاسدٌ بدعاء غير الله؛ لأنه قائم على اعتقادِ وجودِ قوًى مؤثرة غير اللهِ جل وعلا، وليس لتعلقهم بها حدود، والمعلوم من النصوص القاطعة في الشريعة أن التأثير الحقيقي في الأشياء هو لله تعالى وتأثير الأسباب محدود بحد ولا يتم إلا بإرادة الله، قال الله تعالى: (أَفَرَءَيۡتُم مَّا تُمۡنُونَ * ءَأَنتُمۡ تَخۡلُقُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡخَٰلِقُونَ) وقال: (أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَحۡرُثُونَ * ءَأَنتُمۡ تَزۡرَعُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلزَّٰرِعُونَ * لَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَٰهُ حُطَٰمٗا فَظَلۡتُمۡ تَفَكَّهُونَ) [الواقعة: 58-65].
وكذلك الحال في تقنية (الأكسس بارز)، حيث يزعمُ مؤسسها أنَّه يمكن تحقيقُ الرغبات وشفاءُ الأمراض من خلالِ طرحِ بعض التساؤلات، وتَكرارِ بعض الجمل كجملةِ (التوضيح)؛ للتوصلِ بقولها إلى إخراجِ أكبر قدرٍ من الطاقةِ المرتبطةِ بالأمر المرادِ تغييره، فيتغيرُ بعد ذلك، وهذه مجرد أوهام وخزعبلات تلقى في عقول الضعفاء والغفلة من الناس فتُسلب من خلالها أموالُهم عن طريق الدورات التدريبية التي تأخذ ممن ينضمون لها مبالغ كبيرة؛ ليصيروا هم من بعد ذلك مدربين يسلبون بدورهم أموال الناس، وعن طريق ضحاياهم من المرضى الذين يوهمونهم بشفائهم من الأمراض من خلال معالجتهم.
ويزعم أصحاب العلاج بالطاقة أنهم يستعملون في ذلك تقنية علمية متطورة والواقع خلاف ذلك، فإن المؤسسات العلمية المعتبرة، والمراكز البحثية المتخصصة في جامعات ودول الغرب التي تصدر التقنية للعالم صدرت منها عدة تقارير تكذب هذه المزاعم وتذكر أنه لا حقيقة لها.
وعليه؛ فلا يجوز منحُ الإذن لمزاولةِ هاتينِ التقنيتين، والواجبُ إبلاغُ الجهات المختصةِ عن أماكن إعطاء مثلِ هذه الدوراتِ، التي لها مساسٌ بالعقيدة أو تلاعب بالضعفاء من الناس وسلب لأموالهم؛ لاتخاذِ الإجراءاتِ اللازمةِ تجاهها ومنعها بعقوبة صارمة تردع المخادعين والمفسدين لعقائد الناس، والمعتدين على أموالهم بالباطل، والله أعلم.
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
هذه روابط المراكز البحثية في الغرب التي تنسف العلاج بالطاقة من أساسه لمن أراد الاطلاع:
https://www.mcgill.ca/oss/article/pseudoscience/thetahealingr-money-youll-spend-never-existed
https://www.ccmm.asso.fr/access-bars-consciousness-les-documents-secrets /
https://jamanetwork.com/journals/jama/fullarticle/187390
https://skepdic.com/energy.html
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد بن ميلاد قدور
عبد الرحمن بن حسين قدوع
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
26// شوال// 1445هـ
05// 05// 1445م