درس من غزوة تبوك – رسالة لأعضاء المؤتمر الوطني.
درس من غزوة تبوك – رسالة لأعضاء المؤتمر الوطني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
التخلّف الجماعي من أعضاء المؤتمر عند التصويت، أيّاً كانت أسبابه، المعلنة، وغير المعلنة؟
تنافس على الإيفاد والمهمات، أو لا مُبالاة، أو لتعطيل معروض لا يريده أصحاب السياسات، لكنّ أخطره على الإطلاق، تخلف التربّص والتردّد، وعدم الوضوح في المواقف والتعدد، انتظاراً لمعرفة الكفّة الراجحة، إرضاء أو مجاملة، على حساب المبادئ والعهود والقيم، وثوابت الدين والوطن، الذي أُخذ عليهم فيه الميثاق والقسم، كان أخطره؛ لأنّه شعبة من النفاق، وليس لأحد أن يقول عن نفسه هو صوتٌ واحد، لا يقدّم ولا يؤخر، والكفّة راجحة، غاب أو حضر، فالّذين تخلفوا عن غزوة تبوك من الصادقين، كانوا ثلاثة لا غير، وعقابهم الموجع الصارم الذي نزل به القرآن، كان عبرة للعيان، لم يكن هذا الدرس المتلوّ قرآناً، كلّه لأجل عددهم، بل للموقف والخذلان، قاطعهم المسلمون جميعاً بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وأرجأهم القرآن: ( وآخرون مرجون لأمر الله إمّا يعذبهم وإمّا يتوب عليهم والله عليم حكيم)، كل أحد من أعضاء المؤتمر المائة والتسعين هو بمفرده – لأجل الأمانة التي حُمِّلها – على ثغر ومعقل، قد يُصاب الوطن من قِبله في مقتل، إن هو ضيّع أو تغيّب، فكل راعٍ على رعية هو مسؤول؛ قام فيهم بأمر الله أو ضيّع.
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
الإثنين 8 ربيع الثاني 1434 هـ
18 فبراير 2013