طلب فتوى
2017البيانات

بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بشأن قتل المحاصرين والتمثيل بالموتى في بنغازي والاعتداء على المقرات العامة في العاصمة

بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية
بشأن قتل المحاصرين والتمثيل بالموتى في بنغازي
والاعتداء على المقرات العامة في العاصمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،
فإن مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء وهو يتابع ما مرت به طرابلس وبنغازي هذه الأيام من أحداث دامية مؤلمة، أظهرت بما لا يدع مجالا للشك المحادّة لله تعالى ولرسوله، والتعدي على حرمات الأحياء والأموات من المسلمين، وعلى وضوح الرغبة ممن قاموا بها في الانقلاب على ثورة التكبير، وعلى التنكر لدماء الشهداء البررة – إنه إذ يتابع ذلك لَيُحَذِّر القائمين على هذا الظلم الصريح للأمة بما توعد الله به الظالمين في قوله تعالى: (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا) ويدعو الداعمين والمساندين للظلم وأهله إلى ترك الظالمين وعدم الركون إليهم، لقول الله تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ).

 

وإن المجلس أمام هذا الأمر الجلل ليؤكد على الآتي:
أولا – إن ما قامت به بعض الكتائب المسلحة في طرابلس بدعوى مواجهة الخارجين عن القانون لهو بعينه الخروج عن القانون، وذلك بما سبَّبَه من إفزاع الناس في العاصمة، وإرهابهم، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وحرق لبعض القنوات الفضائية التي تخالف توجهاتهم، ومِن الاعتداء على المقرات العامة، ومنها مؤسسة الإصلاح والتأهيل التي تحتفظ ببعض سجناء مذبحة أبوسليم المحكوم عليهم بأحكام قضائية، وقتل بعض حراسها، وكذلك قصور الضيافة والمخابرات العامة.
ثانيا – يستنكر المجلسُ المظاهرات التي تم الإعداد لها على غرار مظاهرات باب العزيزية في آخر أيامه، والشعارات المعادية للثورة التي رفعها القائمون عليها، المحرضة على الانتقام من مدن بعينها، والإشادة بما يُفعل ببنغازي من دمار، وما يفعله الانقلابيون فيها من التجرد من كل معاني الإنسانية، كما يستغرب المجلس ممن يدافع عن هذه الشعارات المنقلبة على الثورة، ويُدرجها ضمن حق أصحابها في التعبير، وفي الوقت ذاته نؤيد حق التظاهر السلمي للمواطنين ما داموا ملتزمين بالضوابط الشرعية والأخلاقية.
ثالثا – إن ما قامت به عصابات مجرمة تنتمي إلى ما يسمى الكرامة، مِنْ قتل مَنْ حاول النجاة بنفسه من حصار الجوع في قنفودة، من النساء والأسر البريئة، وما قامت به هذه العصابات من إخراج الموتى من القبور، والتمثيل بهم، وحرق الجثت، لهو عمل في الوحشية غير مسبوق، وَإنه لمِمَّا يستوجب غضب الله تعالى وإنزال العقاب والهلاك بمن فعله ومن سكت عنهم من قبائلهم وأهليهم، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: “أَنَهْلكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ”.
رابعا – يُعد ما حصل في هذه الأحداث من الضرر العام بالأمة، الذي لا يكفي فيه الاعتذار ببيانات تتلاعب بالألفاظ، لامتصاص غضب أصحاب الحق وأهالي الشهداء، أو دفع تعويضات وديات في القتلى، بل للأمة الحق في وضع حد لتغول الانقلابيين والعابثين بأمن الوطن.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء
20 جمادى الآخرة 1438
19 مارس 2017

{gallery}Bynat/2017/TripoliHarbBenghziKilling{/gallery}

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق