طلب فتوى
الفتاوىالمسابقةالمعاملاتقضايا معاصرة

حكم المسابقات عن طريق الرسائل (sms)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (3533)

 

السيد/ المدير التنفيذي لشركة (ص.ق).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة، وبعد:

فبالإشارة إلى مراسلتكم، المتضمنة السؤال التالي:

نحن شركة اتصالات، نقوم بتقديم خدمات مضافة للموبايل، عن طريق شركتي (ليبيانا والمدار)، طلبت منا إحدى الصيدليات تقديم خدمة دعاية، بإجراء مسابقة علمية ودينية وعامة، ويُعطى الفائزون جوائز، بعد تحديدهم بالفرز الإلكتروني، ودورُنا تسهيل ذلك عن طريق رسائل (sms)، بسعر زائد عن سعر الرسائل العادية، التي نقتسم عائداتها مع شركتي (ليبيانا والمدار)، فما حكم ذلك؟ علما بأن الصيدلية لا تستفيد شيئا من قيمة هذه الرسائل، وستقدم جوائز للفائزين من مالها، والغرض حصول الدعاية لها والشهرة، وبأن شركتنا تريد أن تربح كذلك؛ لأنها تدفع ثمن الترخيص وإيجار الإنترنت والخادم الإلكتروني وبرمجته وصيانته وإيجار الرقم المختصر.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنَّ المشاركة في المسابقات النافعة عن طريق الرسائل النصية أو الهاتف جائزة، بشرط ألَّا يَدفع المشترك مالًا زائدًا على التكلفة المعتادة للرسالة أو الاتصال، وإلَّا كانت ميسرًا وقمارًا؛ والقمار مما أمر الله تعالى باجتنابه.

وما جَاء في السؤال؛ من أنَّ تكاليف رسالة المسابقات أكثر من تكاليف الرسالة المعتادة للأسباب المذكورة، لا يبيح دفع المشترك هذه الزيادة؛ لأنَّه إنما يرضى بدفعها على أمل الحصول على الجائزة المعلن عنها، وقد يحصل عليها فيربح زيادة على ما بدله من مال زائد، وقد لا يربح فيخسر ماله، وهذه حقيقة القمار والميسر؛ قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُّوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة:90-91].

ويمكنكم إذا أردتم تقديم هذه الخدمة، أن تطلبوا أجرة محددة من طالب الخدمة، بدون زيادة في سعر الرسائل على المشتركين في المسابقة، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

14/رجب/1439هـ

01/إبريل/2018م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق