بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5298)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
تزوجت قبل سنوات من رجل، ورزقنا بطفل، ثم رأيت منه سلوكيات غير سوية، وبعدها اكتشفتُ – عن طريق الصور والفيديوهات في هاتفه – أنه يفعل اللواط، وأنه مرتبطٌ بعلاقات شاذة مع أشخاص آخرين، منها ما كان في بيتنا، فحاولتُ نصحه وتوجهيه لإصلاحه، وصبرتُ عليه، لكن دون جدوى، وأنا الآن في بيتِ أهلي من مدة، وهم يطالبونني بالرجوع له، وأنا لم أعدْ أطيق البقاء معه بسبب هذه الفاحشة، وأخاف على نفسي وابني من هذا السلوك، فما حكم الشرع في موقفي؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنّ جريمة اللواط والشذوذ الجنسي من أعظم الجرائم، وأقبح الذنوب، وأسوأ الأفعال، وقد عاقبَ الله فاعليها بما لم يعاقب به أمةً من الأمم، قال الله تعالى: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 80]، وقال تعالى: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ﴾ [الحجر: 72-74]، وهي تدل على انتكاس الفطرة، وطمْس البصيرة، وقلةِ الديانة، وفاعلها ملعونٌ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ثَلاثًا) [مسند أحمد: 2913].
عليه؛ فإن كان الحالُ كما هو في السؤال، وثبت هذا الفعل من الزوج، وقد اتخذت الزوجة معه جميع وسائل النصح، ولم ينته عن جرمه بعد النصيحة، فلا يجوزُ لها البقاء معه؛ حتى لا يلحق الضرر بها وبابنها، ولا يجوز لأهل الزوجة مطالبتها بالرجوع لمنْ كان هذا حاله، وعليها أن ترفعَ أمرها للقضاء لطلبِ الطلاق للضرر، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد الدائم بن سليم الشوماني
أحمد بن ميلاد قدور
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
25//صفر//1445هـ
10//09//2023م