حكم مبيت الطالبات في السكن الجامعي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (824)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

            ما حكم مبيت الطالبات في بيوت السكن الداخلي؟

الجواب:

           الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

           أما بعد:

         فالأصل في إقامة الطالبات بقسم داخلي في الجامعة بين النساء الجواز، بشرط أن تكون الطالبة ملتزمة بالحجاب الشرعي وآدابه في خروجها ودخولها، ويكون المكان الذي تسكن فيه مأموناً من الاختلاط بالرجال الأجانب، ومن أي منكر وأذى قد يلحقها بسببه في دينها ونفسها وسمعتها، وألا يسمح بدخول الرجال إلى هذا القسم بأي صورة من الصور، وإذا كان السكن يبعد عن بيت أهلها مسافة سفر، فلا تسافر بلا محرم، فهو منهي عنه نهياً صريحاً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل، إلا ومعها محرم) [البخاري:1862/مسلم:3141]، وإذا اختل شرط من هذه الشروط، فلا يجوز شرعاً للطالبات المبيت في السكن المعد لهن في الجامعة، وعليهن أن يطالبن الجامعة بتوفر الشروط، والناظر في أضرار ومفاسد مبيت الطالبات في السكن الداخلي المعد لهن في الجامعة، لا يشك أدنى شك أن فيه من المفاسد والمضار ما يجعله يوقن بمنعه، وعدم جوازه؛ لأن الشريعة الإسلامية كما جاءت بجلب المصالح، جاءت أيضاً بدرء المفاسد، ومن مقاصدها الضرورية المحافظة على الأنساب والأعراض، ومن المعلوم في دين الله تعالى تحريم اتباع خطوات الشيطان، وتحريم كل ما قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام، حتى لو كان أصله مباحاً، وهو ما يسمِّيه العلماء “قاعدة سد الذرائع”، وفي هذا يقول الله عز وجل: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَّتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ([النور:21]، وعلى المسؤولين أن يضبطوا الأمر بالصورة الشرعية، أو يلغوا السكن الداخلي، ويصرفوا لهن بدله مالاً، يستعنّ به على المعيشة والإقامة، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                               مفتي عام ليبيا

9/ربيع الأول/1434هـ

2013/1/21