طلب فتوى
الآداب والأخلاق والرقائقالفتاوى

التوبة من البدعة

 بسم الله الرحمن الرحيم

رقم الفتوى (294)

 

          ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

          قال الله تعالى: )إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(، وهذه الآيات فيمن تاب من المعاصي والشرك، فهل يدخل في هذه الآية من كان واقعا في البدع، ثم تاب منها؟

          الجواب:

          الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

          أما بعد :

         فإن التوبة تغفر الذنوب جميعا مهما عظمت، وليس فيها استثناء؛ لقول الله تعالى: )قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(، وقوله عز وجل :) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثـُمَّ اهْتـَدَى(، فإذا تاب المبتدع أو غيره مما فعل فمرجو من الله الكريم العفو والغفران، قال تعالى:) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء(، وإذا كانت التوبة مقبولة لمن أشرك، فإنها من باب أولى تقبل ممن ابتدع، قال صلى الله عليه وسلم: “من تاب قبل أن تطلع الشمس مِنْ مغربها تاب اللَّهُ عليه” (مسلم:7036). والله أعلم.

 وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                                                                 مفتي عام ليبيا

23/رجب/1433هـ

2012/6/13

 

 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق