(بيانُ مجلسِ البحوثِ والدراساتِ الشرعيةِ حول الدعوة إلى منع وقوع انتخابات مزوّرة)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ مجلسَ البحوث والدراساتِ الشرعيةِ بدارِ الإفتاء الليبية – وهو يتابع ما يجري حول الانتخابات المزعومة هذه الأيام ليؤكد ما يلي:

1-إنّ القبولَ بإجراءِ انتخاباتٍ على أساِس القوانين المَعيبةِ، التي انفردَ بوضعِها أحدُ أطرافِ الصراعِ الليبيّ، دونَ إعمالِ مبدأِ الشورى المتفق عليه سابقاً بين أطراف النزاع لن يؤدّيَ إلّا إلى مزيدٍ مِن التمزقِ والاحترابِ.

2-إنّ ما ترتبَ على تلك القوانين، مِن السماح للمُدانين بجرائم القتلِ وأحكام الإعدامِ بالترشيح هو خيانةٌ للأمانة، التي أمر الله بأدائها، قال تعالى: {إنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء:58].

3-إن إجراء هذه الانتخابات المزعومة قبل الاستفتاء على الدستور لمغامرةٌ بمَصير البلادِ وأهلِها ووسيلةٌ لتمكين الظالمين من وِّلاية أمر المسلمين وهو محرمٌ شرعاً لقول الله تعالى: {لَا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 123].

4 -إنّ نتائج أيّ انتخاباتٍ لن تكونَ صحيحةً مع وجودِ التزوير في منظومةِ الرقمِ الوطنيّ، وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك التلاعبِ في بطاقاتِ الناخبين بالبيع والشراءِ.

وعليه؛ وأداءً لواجبِ البيانِ، الذي أخذه الله تعالى على أهلِ العلمِ، وقياماً بواجب النصيحة، فإنّ المجلس، يدعُو الليبيين كافةً إلى ممانعة وقوع الانتخاباتِ المزورة، بكافةِ الطرقِ المشروعةِ، وعدمِ السماحِ بإجرائِها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ” رواه مسلم.

وصلى اللهُ تعالى على سيدنا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعينَ.

مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء

السبت: 29 ربيع الآخر 1443 هـــ

الموافق: 04-12-2021 م