طلب فتوى
2014البياناتصادر الدار

بيان علماء ليبيا إلى الشعب الليبي الكريم، والمؤتمر الوطني العام، والحكومة المؤقتة، وفقهم الله جميعاً.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد؛

فإن علماء ليبيا الممثّـلين في كل من: هيئة علماء ليبيا، ووزارة الأوقاف، ورابطة الخطباء والوعاظ، والجمعية الليبية لعلوم الكتاب والسنة، ودار الإفتاء ومجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لها، شعوراً منهم جميعاً بمسؤولية البيان، الذي حذَّرهم الله من كِتمانه، وتَوَعّدهم عليه – إن لم يفعلوا – باللعن قال تعالى:(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).

فإنَّهم يعلنون استنكارهم الشديد، ورفضهم القاطع لاستمرار وقف تصدير النفط من الموانئ الليبية، سواء ممن يسمون أنفسهم مجلس برقة، أو من غيرهم، في شرق البلاد أو غربها أو وسطها، ويعدون ذلك تعدياً وبغياً وعدواناً على الشعب الليبي بأسره في قوته الضروري، يجب على الجميع مقاومتُه، والتصدي له بكل الوسائل الممكنة، ولا يجوز السكوت عنه بعد الآن، فقد تبين بما لا يدع مجالا للشك – بعد رفض المانعين لتصدير النفط كلَّ المساعي والجهودَ المبذولةَ، والوفودَ التي جاءتهم من مختلف المدن الليبية رسمية وغير رسمية لحل الأزمة ودياً، على مدى ستة أشهر كاملة، مع تكرر المحاولة لتهريب النفط بوسائل غير شرعية – كل هذا صارت له دلالاتٌ خطيرةٌ أبعدَ من مجرد المطالبة بالحقوق، أو أي غطاء آخر مزعوم، وإنما صار مخططاً لتقسيم البلاد وتمزيقها، وإشعالِ نار الحرب الأهلية والجهوية بين أبنائها، الذين عاشوا طوال تاريخهم المجيد، إخوة مسلمين مسالمين، متحابين متعاونين، لحمة واحدة، وأسرة واحدة، يهبون هبة الرجل الواحد في السراء والضراء، والمنشط والمكره، والمغنم والمغرم، يتقاسمون لقمة العيش مهما قلَّتْ.

ويحمّل العلماء مسؤوليةَ هذا البغي، والدعوةِ إلى تقسيم البلاد، وإشعالِ الفتنة بين أهلها بالفرقة والعصبية، من يسمون أنفسهم مجلس برقة، الذي نعلم أنه لا يمثل إلا نفسه، وإلا عددا محدودا ممن يدورون في فلكه، ليفرض نفسه على أهل ليبيا جميعا، بقرار فردي مستبد، لتقسيم البلاد، لم يجرؤ حتى النظام السابق على اتخاذه!

إنَّ العلماء إذ يصدرون هذا البيان يدعون أهالي هذه الجماعة المتعنتةِ، المتلاعبةِ بالنفط الليبي، وأعيانَ وشيوخَ قبائلهم إلى كف أبنائهم عن عدوانهم، والأخذ على أيديهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا: ننصره إذا كان مظلوما، فكيف ننصره إذا كان ظالما؟ قال: تمنعونه من الظلم، وتأخذون على يديه).

ويدعو العلماء الشعب الليبي بأسره، والحكومة، والمؤتمر الوطني إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الجماعة الخارجة عن القانون، وألا يسمحوا لهم بابتزاز الشعب الليبي والاستيلاء على ثروته وإجهاض ثورته المجيدة، والاستهزاء بمؤسسات الدولة، المهددة بالإفلاس ووقف المرتبات، وإلا كانوا مسؤولين شرعاً وقانونا عن التفريط في أولويات ما اختارهم الشعب لأجله، وهو وحدة الوطن!  فإنَّ انتظار الخارجين عن القانون في الموانئ النفطية طيلة ستة أشهر كاملة، لحل المشكلة ودياً، عذرٌ كاف، ومبررٌ مشروعٌ، يعطي الحق في فك الحصار بكل الوسائل الممكنة لإعادة الأمر إلى نصابه، وفرض هيبة الدولة، قبل استفحال الأمر، وخروجه عن السيطرة، بتدخل المجتمع الدولي، وفرض الأمر الواقع.

 ويندد العلماء بالانتهاكات الأمنية الخطيرة التي حدثت مؤخراً بالجنوب، وما نجم عنها من ضحايا، ويحملون الحكومة والمؤتمر مسؤولية ذلك.

حفظ الله ليبيا، وجمع كلمة أهلها على الحق، وألف بين قلوبهم، وصيّرهم بنعمته إخوانا، متحابين متوادّين،

 

                          وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق