طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوى

تعليق طلاق بالثلاث

طلاق بائن بينونة كبرى

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4916)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

حدثت مشكلة مع زوجي، فقال لي: أنت طالق، وخرج من المنزل، ثم أرجعني إلى عصمته في نفس الليلة، ثم حدثت مشكلة أخرى فقال لي: سوف أخرج من المنزل، وإن رجعتُ فوجدتكِ ذهبتِ إلى بيت والدك فاعتبري نفسك طالقًا، ولم أذهب إلى بيت والدي، حتى رجع والتقى مع والدي وتفاهم معه، ثم حدثت مشكلة أخرى ذهبت بسببها إلى بيت والدي، فقال لإخوتي: إن لم ترجع الليلة إلى المنزل فتعتبر طالقًا بالثلاثة، ولم أرجع إلى المنزل، فما حكم الشرع في الرجوع إلى زوجي؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالطلاق المعلّق على شيء، كعدم الرجوع إلى المنزل، يقع إذا وقع المعلَّق عليه، فقد جاء عن نافع رحمه الله أنه قال: “طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ أَلْبَتَّةَ إِنْ خَرَجَتْ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: إِنْ خَرَجَتْ فَقَدْ بُتَّتْ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ تَخْرُجْ فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ” [البخاري: 7/45]، وعامة علماء المذاهبِ الأربعةِ المشهورة وغيرها، على أنّ طلاقَ الثلاث في كلمةٍ واحدةٍ؛ يلزمُ منه الثلاثُ، وحكى كثيرٌ مِن العلماء الإجماعَ على ذلكَ، قالَ القرطبي رحمه الله: “قَالَ عُلَمَاؤُنَا: وَاتَّفَقَ أَئِمَّةُ الْفَتْوَى عَلَى لُزُومِ إِيقَاعِ الثَّلَاثِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ…” [الجامع لأحكام القرآن: 3/129]، وممن حكى الإجماعَ ابن المنذر الإمام المجتهد، وأبو بكر الجصاص الحنفي، وأبو محمد الباجي المالكي، وابن حجر العسقلاني الشافعي، وابن رجب الحنبلي رحمه الله.

عليه؛ فإن طلاق الثلاث المعلق على عدم رجوعها واقع، وقد بانت به الزوجة بينونةً كبرى، فلا يحل لها الرجوع حتى تنكح زوجا آخر، نكاح رغبة، ثم يطلقها، أو يموت عنها؛ لقول الله تعالى: ﴿فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَّتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَنْ يُّقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 228]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

02//محرم//1444هـ

31//07//2022م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق