طلب فتوى
الأيمان والنذورالفتاوى

حكم تحليف اليمين لمقدمي الطلبات للحصول على مسكن؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5107)

 

السيد/ ف، وزير الشباب.

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحيةً طيبةً، وبعدُ:

فبالنظر لمراسلتكم بشأن مبادرة رئيس حكومة الوحدة الوطنية للإسكان الشبابي والأسر المحتاجة، والمتضمنة السؤال عن حكم حلف اليمينِ، الذي يُلزمُ به المتقدمُ للحصول على القرضِ السّكني، بعدم ملكيتهِ أو زوجتِه أو أيٍّ من أبنائه القصّرِ لمسكنٍ صحّي، وأنه لم يسبقْ له أن تحصّلَ على سكنٍ أو تخصيصِ مسكنٍ أو قرضٍ سكنيّ، وما هي الجهة المختصة في كل بلدية لحلف اليمينِ أمامها؟

فالجواب كالتالي:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، أما بعد:

فإنّ اليمينَ بالله لضمانِ حقٍّ أو غيره جائزٌ، إذا دعتْ إليه الحاجةُ، ولو من غيرِ استحلافٍ؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ ‌بِٱللَّغۡوِ فِي أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِنْ يُّؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَيۡمَٰنَۖ﴾] المائدة:89[، والصيغة المعهودة في الأيمان كلّها -غير الِّلعان والقسامة- أن يقولَ الحالف: (بِاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ)، وفي الصّيغة الواردةِ في السّؤال يقول: (بِاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ أنه لا يملكُ هو أو زوجتُه أو أيٍّ من أبنائِه القصَّرِ مسكنًا صحّيا، وأنه لم يسبقْ له أن تحصّلَ على سكنٍ أو تخصيصِ مسكنٍ أو قرضٍ سكنيّ)، ويكون اليمينُ أمام رئيس المحكمةِ الابتدائية في منطقته، وقد يكونُ اليمين وحدهُ غيرَ كافٍ في ردعِ المتجاوزين للشروط؛ فإنّ من يستحلّ أكلَ المال بغير وجه حقّ، يسهلُ عليه أنْ يحلفَ يمينًا كاذبةً، لذا؛ فنقترحُ أن يضمَّ إلى الشروط المطلوبِ تحقُّقُها في مقدّم الطلبِ؛ تزكيةٌ مِن إمامِ أقربِ مسجدٍ لسكنى طالبِ القرض، وتزكيةٌ من شيخ المحلة، وتزكيةٌ من رئيس الفرعِ البلديّ، تكون صيغةُ هذه التّزكية من كلّ واحد منهم بلفظ: (أَشهد باللهِ حَسَبَ عِلْمِي أَنّ صَاحِب هَذا الطّلَب لا يملكُ هو أو زوجتُه أو أيٌّ من أبنائه القصّرِ مسكنًا صحّيا، وأنه لم يسبقْ له أن تحصلَ على سكنٍ أو تخصيصِ مسكنٍ أو قرضٍ سكنيّ)، ويمكن للوزارة أن تخاطب مكاتبَ الزكاة في مناطق المتقدمين بالطلباتِ، تستفسرُ منهم عن حالة الأسماءِ التي تقدمتْ لهذه القروض، فقد تجد لديهم معلوماتٍ نتيجة البحث الاجتماعي الذي يقومونَ به عادة، فهذا أيضًا مما يعينُ على الوصول إلى الحقيقةِ بقدْر المستطاع، فإنّ النّاس – لضعفِ الدين في الكثير والغالب فيما يتعلق بالأموالِ – لا تجدُ مَن يتورّع منهم، ويقفُ عندَ حقّه دونَ تجاوزٍ، والله أعلم.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد الرحمن بن حسين قدوع

حسن بن سالم الشريف

 

الصّادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

18//رجب//1444هـ

09//02//2023م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق