طلب فتوى
الأسرةالطلاقالعقيدةالفتاوى

طلب الطلاق بسبب سب الزوج الذات العلية

الطلاق للضرر وسوء المعاشرة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4613)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

تقدم زوجي بطلب فتوى من دار الإفتاء، في حكم طلاق أوقعه عبر التسجيل الصوتي بالهاتف، ادّعى فيه أنه أوقعه في حالة اللاوعي، والغضب الشديد، بسبب إصابته بمرض كورونا، وقد طلقني قبل هذه مرتين وأرجعني، وأفتى له المشايخ بعدم وقوع الطلاق، بناءً على أنه غير واعٍ بما يقول، ثم تقدمتُ بطلب إلى دار الإفتاء، ألتمس فيه إعادة النظر في حالي والاستماع لي، فحضرتُ ومعي زوجي وأخي، واستمع منّي المشايخ، وذكرت لهم ما وقع منه من طلقاتٍ، وسبه لله عز وجل، فأقرّ بالطلقات الأولى التي أرجعني فيها، وأما التي عبر التسجيل، فقال إنه كان في حالة اللاوعي، وحلف أنه لم يكن في وعيهِ بسبب مرض كورونا، ولم يعلم بما حدث له إلا بعد تعافيه، وبها حكم له المشايخ بعدم وقوع طلاقه، وأنا الآن غير راغبةٍ في الاستمرار معه؛ لعدم ثقتي فيه، ولكونه شديد الأعصاب، وأنه يكذبُ فيما ادّعاه، ويسيء إلى عائلتي في وسائل التواصلِ، وأريد طريقةً شرعية لفراقه، فماذا أفعل؟

الجواب:

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكر، من أن الرجل قد سبّ الله عز وجل وأن المرأة متضررة منه بسبب ذلك، فمن حقها أن تطلب من القاضي أن يطلقها منه للضرر الواقع عليها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَار” [ سنن ابن ماجه :2341]،  ولا ضرر أشد من معاشرة من يتجرّأ على سب الذات العليّة، والزوج مؤاخذ بهذا السبّ إن وقع منه سواءً كان في حال الغضب أو الرضا، وبوقوعه منه -إن وقع- يعدّ مرتداً عن دين الإسلام، يفرّق بينه وبين زوجته، والمرأة -حتى على افتراض أن الزوج لم يسب الدين- إن كانت تعتقد أنه كاذب في دعواه عدم وعيه حين أوقع عليها الطلقة الثالثة فإنه يجب عليها أن تمنع نفسها منه، ولا تمكنه من نفسها حتى وإن كانت لم تقدر على إثبات ما ادعته عليه من أنه كاذب في دعواه عدم الوعي حين إيقاع الطلقة الثالثة، والله أعلم.

وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

22//محرم//1443هـ

30//08//2021م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق