طلب فتوى
البيعالرهنالفتاوىالمعاملاتالمواريث والوصايا

هل تدخل الأرض المرهونة في قسمة التركة؟

تسديد الديون قبل قسمة التركة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4584)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

ورث رجل مع أختيه الشقيقتين قطعةَ أرض مِن والدهم، وبينما كانت هذه الأرض على الشيوع بينهم، قام هذا الرجل بفرز قطعة مِن هذه الأرضِ، مساحتُها دون نصيبه في الميراث، ورهنها لحسابه لدى المصرف الزراعي بقرضٍ طويلِ الأجلِ، مقابل مبلغٍ مِن المال، ثم توفي هذا الرجل، ولما حان موعد تسديد الأقساط، امتنع بعض الورثة مِن عصبته عن تسديدِ الأقساط، وعجز البعض الآخر، فقام أحد أبناء عم المتوفى – وهو من عصبته، وبعلمٍ من الورثة – بتسديد الأقساط كاملة، وهي اثنا عشر قسطًا، والآن ورثة المتوفى بصدد تقسيم التركة، فهل تدخل الأرض المرهونة في قسمة التركة، أم هي مستحقة لابن العم الذي تولى تسديد الأقساط الرهنية للمصرفي الزراعي؟

الجواب:

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكر؛ فإنّ الجزء المشاع من الأرض المرهونةِ يكون من التركة، ولا ينتقل لابن العم الذي سددَ أقساط الرهن، وما دفعه يكون دينًا على الميت إن لم يكن متبرعا، فيقدم تسديد الدين على قسمة التركة؛ لأنه من الحقوق المقدمة على الإرث، قال خليل: “يَخْرُجُ مِنْ تَرِكَةِ الْمَيِّتِ ‌حَقٌّ ‌تَعَلَّقَ بِعَيْنٍ كَالمرهون… ثُمَّ مُؤَنُ تَجْهِيزِهِ بِالْمَعْرُوفِ ثُمَّ تُقْضَى دُيُونُهُ ثُمَّ وَصَايَاهُ مِنْ ثُلُثِ الْبَاقِي ثُمَّ الْبَاقِي لِوَارِثِهِ” [المختصر:260]، ولكون الحقِّ تعلقَ بالأرضِ؛ فيباع الجزءُ المشاع منها الذي رُهِن بقيمته، ويقدمُ ابنُ العم على غيره في الشراء؛ لأنه غريمٌ للورثة، فإنِ اشتراها تطارحوا معه ثمن الأقساط التي سددها في تخليص الرهن، وما بقي يكون تركةً، وإن كان المشتري غيره، يُسدد له الدين من قيمة المبيع، وما بقي منه يكون تركةً، ثم تقسم التركة بعد ذلك، ويدخل فيها ابن العم كأحد الورثة، ويأخذ حقه من الميراث كعاصبٍ، والله أعلم.

وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد الدائم بن سليم الشوماني

حسن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

16//ذي الحجة//1442هـ

26//07//2021م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق