طلب فتوى
الزكاةالعباداتالفتاوى

هل يجوز إعطاء الزكاة لزوجين فقيرين لغرض إجراء عملية جراحية لعلاج العقم؟

إعطاء الزكاة لغرض العلاج

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4472)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

هل يجوز إعطاء الزكاة لزوجين فقيرين أصمين أبكمين، لغرض إجراء عمليةٍ جراحيةٍ لعلاج العقم؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن للزكاة مصارف وأوقات معلومة، حدّها اللهُ لها، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:60]، فلا تعطى الزكاة للعلاج، إلا أنْ يكون المريض فقيرًا، فإن كان فقيرًا لا يجدُ ما يكفيه، أعطي من الزكاة كما يُعطَى الفقراء، وله أن يعالجَ نفسه بالزكاة، أو ينفقها على نفسه، وهو في هذه الحالة يعطى بصفة الفقر، قال الحطاب رحمه الله: “(وَعَدَمُ كِفَايَةٍ بِقَلِيلٍ أَوْ إنْفَاقٍ أَوْ صَنْعَةٍ) يَعْنِي أَنَّهُ يُشْتَرَطُ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ أَنْ يَكُونَ عَادِمًا لِلْكِفَايَةِ: إمَّا بِأَنْ لَا يَكُونَ لَهُ شَيْءٌ أَصْلًا وَلَا لَهُ مَنْ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَلَا لَهُ صَنْعَةٌ، أَوْ يَكُونَ لَهُ شَيْءٌ قَلِيلٌ لَا يَكْفِيهِ أَوْ لَهُ مَنْ يُنْفِقُ عَلَيْهِ نَفَقَةً لَا تَكْفِيهِ أَوْ لَهُ صَنْعَةٌ لَا كِفَايَةَ لَهُ فِيمَا يَحْصُلُ مِنْهَا” ]مواهب الجليل:3/221[، ولا شك أن الفقر إذا كان معه المرض، فإنّ صاحبه يكون أكثر احتياجًا، وأولى بالتقديم ممن هو أحسن منه حالًا، قال خليل رحمه الله: “(وَنُدِبَ إِيثَارُ المُضْطَرِّ) – قال الدردير رحمه الله – أَي المُحْتَاجِ عَلَى غَيْرِهِ بِأَنْ يُزَادَ فِي إِعْطَائِهِ مِنْهَا” [الشرح الكبير:1/498].

عليه؛ فإن كان الحال ما ذكر، فلا مانع من إعطاء هذين الزوجين من الزكاة، ما دامَا فقيرين محتاجين، فيعطيانِ بقدرِ ما يكفيهما للمعيشة ولو سنة كاملة، لا للعلاج، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

07//رمضان//1442هـ

19//04//2021م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق