تعويض عن بيت موهوب هبة صحيحة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2371)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

كان لأبي منزل شعبي، بَنَيتُ فوقه بيتًا بعد موافقة أبي، وتنازلِه لي شفويا، وفي حرب التحرير 2011م احترق المبنى، وقررت لجنة التعويضات تعويضنا عن المبنى بـ(530) دينارا للمتر المربع، وصرفوا لنا رقمًا (كود) لهذا التعويض، ودفعوا لنا الدفعة الأولى، ثم توفي أبي، وكنت قد اتفقت معه أن يعطيني حقي من هذا التعويض، بدون تحديد مقدار معين.

فهل يحق لي الاستئثار بالتعويض كاملا عن الدور الثاني؛ كونه ملكا لي، أم أنه لا يحق لي إلا ما صرفته في بنائه، وباقي المبلغ يدخل في تركة أبي، كما يرى بعض الورثة؟ علما بأنهم يعلمون أن البيت ملك لي.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن تنازلَ أبيك عن السقف لك، يعدُّ هبةً، وشرط تمامِ الهبة حصولُ الحيازة في حياة الواهب، قال ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله: “ولا تتم هبة، ولا صدقة، ولا حبس، إلا بالحيازة، فإن مات قبل أن تحاز عنه فهي ميراث” [الرسالة:117]، فإن كان الواقع ما ذكر في السؤال، من أنك بنيت على السقف في حياة أبيك، وأنه وهبه لك، وأنك ملكت البيت وسكنته، فإن الهبة تامة صحيحة، وعليه؛ فالتعويض عن الدور الثاني حق لك وحدك دون الورثة، ولا يدخل في الميراث، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

محمد الهادي كريدان

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

22/رجب/1436هـ

11/مايو/2015م