طلب فتوى
الأسرةالفتاوىالنكاحقضايا معاصرة

إبرام عقود الزواج عبر وسائل الاتصال الحديثة

شروط عقد النكاح

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4189)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

أنا شاب مقيم في بريطانيا، أرغب في الزواج، ولكن الإجراءات الوقائية لفايروس كورونا حالت بيني وبين كتابة عقد القِران، وخشية الالتقاء بعدد كبير من الناس، ممن قد يكون أحدهم مصابا بالفايروس، طلبتُ من المأذون الشرعي كتابة العقد عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، مع تواصل طرفي العقد والشهود في الوقت نفسه بالصوت والصورة، وكذلك الإيجاب والقبول، فهل يكون العقد صحيحًا؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الشَّريعةِ احتاطت لعقد النكاح، وسمته ميثاقًا غليظًا؛ لذلك لا يكون العقد صحيحًا إلا إذا اشتمل على أركانه المعتبرة، مِن وليٍّ ومحلٍّ وصيغةٍ، ولابدّ لصحة النكاح من صداقٍ وشاهدين، ولو بعد العقد، قال الدردير رحمه الله: “(وَ) صِحَّتُهُ أَيْضًا: (بِشَهَادَةِ) رَجُلَيْنِ (عَدْلَيْنِ غَيْرِ الْوَلِيِّ) فَلَا يَصِحُّ بِلَا شَهَادَةٍ، أَوْ شَهَادَةِ رَجُلٍ وَامْرَأَتَيْنِ، وَلَا بِشَهَادَةِ فَاسِقَيْنِ، وَلَا بِعَدْلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْوَلِيُّ، (وَإِنْ) حَصَلَتْ الشَّهَادَةُ بِهِمَا (بَعْدَ الْعَقْدِ) وَقَبْلَ الدُّخُولِ” [الشرح الكبير:2/221]، وقد جاء – في قرارِ مجمعِ الفقهِ الإسلامي رقم: (52 (3/6)[1]) في دورة مؤتمره السادس بجدة، شعبان 1410هـ-  بيانُ صحة إجراء العقود بآلات الاتصال الحديثة واستثناءُ عقد النكاح، ما نصّه: “رابعاً: إن القواعد السابقة لا تشمل النكاح لاشتراط الإشهاد فيه، ولا الصرف لاشتراط التقابض، ولا السَّلَم لاشتراط تعجيل رأس المال”، وإبرام عقد الزواج بحضور خمسة أشخاص، شاهدان ووكيل للزوج ووكيل للزوجة ، وهذا العدد من التجمعات مسموح به في ظل الاحتياطات الموضوعة من الجهات المختصة؛ للحد من انتشار المرض، مع ملاحظة التباعد بينهم.

عليه؛ ففي الحضور الشخصي لعقود الزواج سعة، ولا يجوز إجراؤها عبر وسائل الاتصال الحديثة، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

08//ذو القعدة//1441 هجرية

29//06//2020م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق