طلب فتوى
2022بيانات مجلس البحوث الشرعيةصادر الدار

(بيانُ مجلسِ البحوثِ والدراساتِ الشرعية بدار الإفتاء الليبية بوجوبِ مقاطعةِ البلادِ التي اعتدتْ على المصحف الشريف ومقدساتِ المسلمين)

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرّحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والعاقبةُ للمتقينَ، ولا عدوانَ إلَّا على الظالمين.
والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمدٍ، وعلى آله وأصحابهِ أجمعينَ.
أمَّا بعدُ؛.
فلقدْ تابعَ مجلسُ البحوثِ والدراساتِ الشرعية بدارِ الإفتاء الليبية، ما حصلَ في السويدِ وهولندَا، مِن قيامِ بعضِ الكفارِ المتطرّفينَ بالمَسَاسِ بقَدَاسةِ المُصحفِ الشريفِ، مِن خلالِ تمزيقِهِ وإحْراقِهِ بحمايةِ الشرطةِ في كِلَا البَلَدينِ.
وإزاءَ هذا الفعلِ القبيحِ، الدالِّ على ما وصلَ إليه القومُ مِن حقدٍ وغيظٍ، تجاهَ دينِ الإسلامِ وكتابِه ومقدسَاتِهِ وأتباعِهِ، فإنَّ مجلسَ البحوثِ والدراسات الشرعيةِ بدارِ الإفتاء الليبية، يؤكدُ على ما يلي:
أولًا: أنّ دينَ الإسلامِ العظيم باقٍ مَا بقيَ أهلُهُ، وأنّ هذا القرآنَ محفوظٌ بحفظِ اللهِ القائل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ} [الحجر:9]، ومصداقًا لِمَا بشَّرَ بهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن بقائِهِ وانتشارِهِ.
ثانيًا: أنَّ كيدَ العدوِّ ومكرَهُ النابعَ مِن حقدِهِ الدَّفينِ على الإسلامِ وأهلِهِ، لَا يتوقفُ أبدًا، مَا بقيَ الليلُ والنهارُ، وآياتُ القرآنِ ناطقةٌ بذلكَ في مواطنَ كثيرةٍ، منها قوله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلْأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} [آل عمران: 119].
وقوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران: 118].
ثالثًا: على المسلمينَ جميعًا أنْ يقومُوا بما أوجبَ الله عليهم، تجاهَ مثلِ هذه الأفعالِ الشنيعَةِ؛ ومِن ذلك:
1- على الدولِ المسلمةِ كافّةً قطعُ العلاقاتِ مع السويد وهولندَا، أو تجميدُها، ما لم تعتذرِ الدولتانِ رسميًّا عمَّا حصلَ مِن إهانةٍ لقرابَةِ مِليارَي مسلمٍ.
2-على التجارِ وعمومِ الناسِ، في بلادنا وبلادِ المسلمين، مقاطعةُ البضائع المستوردة من السويد وهولندا، وكذلك مقاطعة فرنسا، التي سبقت في الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تعتذرْ إلى اليوم، والهندِ التي تقتلُ المسلمين على الهُوية.
3- على مسلمِي الدولتينِ المطالبةُ بمعاقبةِ المتطاوِلينَ، ومتابعةُ ذلكَ مِن خلالِ الطرقِ المتاحةِ عندهم.
4- على الشعوبِ المسلمةِ أن تخرجَ إلى الميادينِ والساحات؛ لتُسمِعَ صوتَ إنكارِها للعالمِ كلِّه، حتّى يعلمَ الجميعُ أنَّ المسلمينَ يغضبونَ لدينِهم ونبيهم وكتابِهم، وأنَّ الإيمانَ والغيرةَ والإخلاصَ والوفاءَ معانٍ حيةٌ في قلوبهم، لم تمُتْ.
5- على وسائلِ الإعلام الاضطلاعُ بدورها حيالَ هذه القضيةِ، من خلالِ دعم نشاط المسلمينَ ضدَّ التطاول على كتاب الله تعالى، ومقدساتِ المسلمين عامةً، وفضحِ تحاملِ كثيرٍ مِن الجهاتِ الغربية – السياسيةِ والإعلاميةِ – على الإسلامِ وأهلِه، وزيفِ شعاراتِهِم.
واللهُ غالبٌ على أمرِهِ، ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يَعلَمُونَ.
وصلَّى اللهُ تعالَى على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه، وسلمَ تسليمًا إلى يومِ الدينِ.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق