طلب فتوى
2022بيانات مجلس البحوث الشرعيةصادر الدار

بيان مجلسَ البحوث والدراساتِ الشرعيةِ بدارِ الإفتاءِ الليبية حول العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرحيمِ
الحمدُ للهِ رب العالمين، والعاقبةُ للمتقين، ولا عدوانَ إلّا على الظالمينَ.
والصلاةُ والسلامُ على النبيّ الأمينِ، سيدِنا محمد، وعلى آله وأصحابهِ أجمعينَ.
أما بعدُ؛ فإنّ ، يتابعُ ببالغِ الأسى والحزن، ما يتعرضُ له إخوتُنا الفلسطينيون في قطاع غزةَ، من قصفٍ همجيّ، وعدوانٍ وحشيّ، من قِبَل قواتِ الاحتلالِ الغاصب، يَهدمُ البيوتَ على مَن فيها من الرجال والنساء والأطفالِ، مما خلفَ عشراتِ القتلى ومئاتِ الجرحَى.
كما يتابع بغضب وإنكار ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من اقتحام وتدنيس على أيدي اليهود المحتلين، بمشاركة جنود الاحتلال وتحت حمايتهم.
ويؤكدُ المجلسُ على ما يلي:
أولًا: أن نصرة المظلومين في القدس وغزة، وعمومِ مناطقِ فلسطين واجبٌ على الأمة الإسلامية، حكامًا ومحكومينَ، بكلّ ما أمكنَ من أنواعِ النصرة، من الإعانة بالنفس والمالِ والدعاءِ، ودفعِ مَا يتعرضونَ له مِن ظلمٍ وعدوان. وهذا الواجبُ لا يسَعُهم تركُه، ولا يجوزُ لهم التغافلُ عنه؛
وذلك لقولِ الل
هِ تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} [النساء : 75]
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ؛ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُه، ولَا يَخْذلهُ)
كما أن الإجماع منعقد على وجوب الجهاد على أهل البلاد التي اعتدى عليها العدو، فإن عجزوا أو قصروا توسع الفرض على من يليهم بالتدريج إلى أن تحصل الكفاية ويُرفع الاعتداء.
ثانيًا: أنّ مِن حقِّ الفلسطينيينَ المعتدَى عليهم ومن واجبهم أن يردُّوا عدوانَ المعتدينَ، وأن يدافعُوا عن أنفسِهم وأهليهم وأرضهم وبيوتِهم، في وجهِ مَن يريدُ إخراجَهم منها، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ وَلَوْلَا دِفَاعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍۢ لَّهُدِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ}.
ثالثًا: إن ما يتعرض له المسجد الأقصى في هذا اليوم من عبث واعتداء وتدنيس من قبل اليهود المحتلين أمر شنيع لم يسبق أن حدث مثله، وهذا مما يوجب على الأمة الإسلامية كلها أن تهب لمنعه وإنكاره وفضحه،
رابعاً: يقع ع
لى عاتقِ الدعاةِ والعلماء، والكُتّاب والمدونين، وكل مقدَّم في قومه؛ واجبٌ عظيمٌ، مِن بيانِ الحق، وتذكيرِ الناس به، وحثّهم على أدائه.
خامسًا: على كل راعٍ – كبرتْ رعيتُه أو صَغرتْ – أنْ يُبقيَ هذه القضيةَ حاضرةً في ذاكرةِ متبوعيهِ، حيةً في قلوبِهم؛ قيامًا بالحقِّ، ونصحًا للخلقِ، ومعذرةً إلى الله.
سادسًا: على عامة المسلمينَ أنْ يخرجوا إلى الميادين، ليُسمِعوا الدنيا أصواتَ إنكارِهم للظلم الواقعِ على إخوانهم، في القدس وغزة، وما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات من قِبَل أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا؛ كما قال الله عز وجل في كتابه.
وأخيرًا: على المؤمن أنْ يوقنَ أنَّ اللهَ ناصرٌ عبادَه، ومهلكٌ عدوَّه، ومحققٌ وعدَه لعبادهِ المؤمنين، قال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ}.
ونسأل الله تعالى أنْ ينصرَ المظلومين في غزةَ، على عدوّهِ وعدوِّهم، ويثبت أقدام المجاهدين وينزل عليهم نصره، ويحفظَهم مِن بين أيديهم ومِن خلفِهم،، وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم، إنه سميعٌ قريبٌ مجيبٌ.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق