طلب فتوى
2021بيانات مجلس البحوث الشرعيةصادر الدار

بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية لتهنئة المجاهدين في فلسطين بالنصر، ووجوب استمرار دعمهم ومناصرتهم

(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية لتهنئة المجاهدين في فلسطين بالنصر، ووجوب استمرار دعمهم ومناصرتهم)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنّ مجلسَ البحوثِ والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية، يباركُ للمرابطين في فلسطين هذه الانتصاراتِ، التي منَّ الله بها عليهم، وعلى الأمة الإسلامية كلها، وجعَلَها ثمرةً من ثمرات أداءِ الواجب الشرعي، الذي كلَّف الله به المسلمين، إذا هجمَ العدوُّ على بلدهم.
وقد ظهرتْ قدرةُ الله وحكمته في نصره إياهم، وكسر شوكة اليهود المعتدين، رغم قلة العدد، والتآمر والخذلان من كثير من دولِ العالم؛ ليتحققَ قول الله تعالى: {إِن يَنصُرْكُمُ ٱللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}، ويتحقق ما قاله الله عزّ وجلّ في هذَا العدوّ: {لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ لَا يُقَٰتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ}.
إنَّ مجلسَ البحوثِ والدراساتِ الشرعية، وهو يباركُ لأهلِ القدسِ وغزةَ وما حولهما انتصاراتِهم، فإنه يذكّر بما وصفَ الله عز وجل به الأعداءَ من اليهود، بأنهم غادرونَ، كما في قوله تعالى: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}، فلا ينبغِي لمسلمٍ أن يطمئنَّ لوعودهم.
كما يؤكدُ المجلسُ على أنَّ ما قامَ به المرابطون لردع العدوانِ، هو ما قرَّرهُ أهلُ العلم؛ من أن جهادَ الدفع واجبٌ على المسلمينَ بالإجماع، وهو إذا ما احتلَّ العدو جزءًا من بلادِ المسلمين، فكيف إذا كان بقعةً مقدسةً كالمسجد الأقصى؟
إذْ قدِ اتفقتْ كلمةُ العلماء من المذاهب الأربعةِ وغيرهم على هذا الحكم.
ويترتبُ على ذلك وجوبُ استمرار مناصرتهم، بكل أسبابِ النُّصرة، وما فقده المجاهدون في هذه الحربِ الغادرةِ، محتاجونَ إلى تعويضه، فلا يظُنّنَّ أحدٌ أن الحرب قد انتهتْ، فإنّ الحربَ لم تضعْ أوزارَها بعد.
ومَن لم يستطعْ إعانتهم بنفسه، فليُعِنهم بأي نوعٍ يقدر عليه من أنواعِ الإعانة، ومن ذلك:
1- جهاد أصحابِ الأموال بأموالهم؛ عملًا بقول الله تعالى: {ٱنفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَٰهِدُواْ بِأَمْوَٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: (جاهدُوا المشركينَ بأموالكم وأنفسكم وألسنتِكم” [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم من حديث أنس رضي الله عنه].
2- جهادُ أصحابِ الإعلام وأربابِ الكلام والأقلام؛ بنشر أخبارِهم، سواء ما يتعرضونَ له من ظلم وعدوان، أو ما يحققونه من نصر وإثخان، والذبّ عن أعراضهم، بالردّ على شبهاتِ المشككين، وفضح مواقفِ المرجفين، الذين يبثون الأخبار الكاذبة، التي تضعف عزائمَ المؤمنين، وكشف المنافقين الذين يوالون اليهود الغاصبين، ويتبرأون مِن المجاهدين، الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق، وهو مِن الجهاد باللسان.
3- جهادُ عامة المسلمين بالدعاء لهم سرًّا وجهرًا، والاحتجاج على حكوماتِ بلدانهم، التي تنشئ العلاقات مع الكيان المحتل، أو تدعمه، أو تصمت على جرائمه، وهو كذلك مِن جهاد اللسانِ والنهي عن المنكر.
ونسألُ اللهَ تعالى أن يتم النصرَ على أهل الجهاد والرباطِ في فلسطين، وأن يهزمَ عدوّهم، إنه سميع قريبٌ.
{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ}.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء
الموافق 22-05-2021 م
10 شوال 1442هـ
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق