طلب فتوى
الحج والهدي والأضاحيالعباداتالفتاوى

حكم سفر المرأة إلى العمرة دون محرم معها

من هم محارم المراة؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (3784)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

نحن شركة سفر نقوم بتسيير رحلات عمرة، وتأتي إلينا بعض النساء بدون محرم، وتحاججنا بأن السفر للأراضي المقدسة مع الرفقة الآمنة جائزٌ، فهل هذا صحيح؟ ومن هم محارم المرأة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنه لا يجوز للمرأة أن تسافر من غير مَحرم لها؛ لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تُسَافِرِ المَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلاَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقَالَ: اخْرُجْ مَعَهَا) [البخاري:1862]، أما سفرها صحبة الرّفقة المأمونة فلا يجوز ذلك إلا في حجّة الفريضة، وكذا في كلِّ سفرٍ واجب، قال الدّسوقيّ رحمه الله: “السَّفَرَ إذَا كَانَ فَرْضًا جَازَ لَهَا أَنْ تُسَافِرَ مَعَ الْمَحْرَمِ وَالزَّوْجِ وَالرُّفْقَةِ، وَأَمَّا إنْ كَانَ مَنْدُوبًا جَازَ لَهَا السَّفَرُ مَعَ الزَّوْجِ وَالْمَحْرَمِ دُونَ الرُّفْقَةِ” ]حاشيةالدسوقي:2/9[، والعمرة ليست بواجبة، قال الحطّاب رحمه الله: “قَالَ مَالِكٌ: الْعُمْرَةُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ وَلَيْسَتْ بِفَرْضٍ كَالْحَجِّ…” [مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: 2/467].

وأمّا محارم المرأة؛ فهم الذين يحرم عليها نكاحُهم على التأييد، وهم: الأبُ وإنْ عَلا، والابنُ وإنْ نَزلَ، والأخُ ولو كانا مِن الرّضاع، وابنُ الأخِ وإنْ نزلَ، وابنُ الأختِ وإنْ نزل، والعمُّ وإن علا، والخالُ وإنْ علا، وزوجُ الأمّ إن دخل بها، وزوج البنت، وأبُ الزّوج وإن علا، قال الله عز وجل :﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ﴾ الآية [النساء:23]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

عبد الدائم بن سليم الشوماني

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

05//جمادى الآخرة//1440هـ

10//02//2019م

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق