طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوى

ما الذي يلزم الزوج حال تعليقه الطلاق بصيغة حنث غير مؤجلٍ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5003)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

تكفَّلتْ عائلةٌ بتربيتي في الصغر؛ ليُتمي، وكنتُ أظنهم عائلتي، وعلمتُ مؤخرًا أنهم ليسوا أهْلي، فقلتُ لزوجتي منذ عام تقريبا في الهاتفِ: (إنْ لم أعرف من هم أهلي فأنتِ طالق بالثلاثِ)؛ وذلك لأنها كانت عالمةً بذلك ولم تخبرْني، والآن تعرفتُ على أعمامي وأقاربي، فهل الطلاقُ لازمٌ؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالطلاق المعلّق على شيء، كالخروج من المنزل ونحوه، يقع إذا وقع المعلَّق عليه، فقد جاء عن نافع رحمه الله أنه قال: “طَلّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ أَلْبَتّةَ إِنْ خَرَجَتْ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: إِنْ خَرَجَتْ فَقَدْ بُتَّتْ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ تَخْرُجْ فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ” [البخاري: 45/7].

وإذا كانت صيغة الطلاق صيغة حنث غير مؤجلٍ، منع الزوج من زوجته، فلا يحلُّ له الاستمتاعُ بها حتى يبرَّ في يمينه، قال الدردير رحمه الله: “(وَإِنْ نَفَى) بِأَنْ كَانَتْ يَمِينُهُ صِيغَةَ حِنْثٍ نَحْوَ: إنْ لَمْ أَدْخُلِ الدَّارَ فَأَنْتِ طَالِقٌ، وَفِي قُوَّتِهِ: عَلَيْهِ الطَّلَاقُ لَيَدْخُلَنَّ الدَّارَ، فَإِنَّهُ فِي قُوَّةِ: إنْ لَمْ أَدْخُلْهَا فَهِيَ طَالِقٌ (وَلَمْ يُؤَجِّلْ) بِأَجَلٍ مُعَيَّنٍ بَلْ أَطْلَقَ فِي يَمِينِهِ -كَمَا مَثَّلْنَا- (مُنِعَ مِنْهَا) أَيْ مِنَ الزَّوْجَةِ، فَلَا يَجُوزُ لَهُ الِاسْتِمْتَاعُ حَتَّى يَفْعَلَ الْمَحْلُوفَ عَلَيْهِ” [الشرح الصغير: 584/2].

عليه؛ فإن كان الواقع كما ذكر في السؤال، فإن الطلاقَ غيرُ واقع، ولا يلزم السائل شيء؛ لأنّه قد علّق طلاق زوجته على عدم معرفةِ أهله دون تحديد بمدة، وقد تعرف الآن على أهله، ويجب عليه الاستغفارُ والتوبةُ إنِ استرسل على زوجتِه؛ لأن مباشرته لها كانت محرمةً عليه تلكَ المدة، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد العالي بن امحمد الجمل

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

21//ربيع الأول//1444هـ

17//10//2022م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق