طلب فتوى
التبرعاتالجنائزالعباداتالفتاوىالمعاملاتالوقف

هل يجوز إعادة الدفن في مقبرة قديمة من جديد؟

هل يجوز نبش القبور القديمة للدفن فيها من جديد؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5002)

 

السيد المحترم/ عميد بلدية الزاوية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تحية طيبة، وبعد:

فبالنظر إلى مراسلتكم المتضمِّنة السُّؤال عن كيفيَّة التَّعامل مع الجزء الشَّمَالِي من مقبرة أحمد عَسَاكر، الكائنة بمدينة الزَّاوية، حيث إنَّ هذا الجزء -والذي تقدَّر مساحته بهكتارين- يعود الدَّفن به إلى مئات السِّنين، ونظرًا لعدم توفر أماكن لمقابر جديدة، فإنكم اقترحتم إعادة الدفن بهذا الجزء.

الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أمّا بعد:

فالأصل أن لا يتصرّف في القبر بأيّ نوع من أنواع التّصرف؛ لأنّ القبر حبس على صاحبه مادام فيه؛ ولِمَا يؤدّي إليه هذا النّبش من إيذاءٍ للأموات، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (كَسْرُ عَظْمِ المَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا) [ابن حبان:3167]، قال الخرشي رحمه الله: “قَالَ صَاحِبُ الْمَدْخَلِ: اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي يُدْفَنُ فِيهِ الْمُسْلِمُ وَقْفٌ عَلَيْهِ، مَا دَامَ شَيْءٌ مَوْجُودًا فِيهِ حَتَّى يَفْنَى، فَإِنْ فَنِيَ فَيَجُوزُ حِينَئِذٍ دَفْنُ غَيْرِهِ فِيهِ، فَإِنْ بَقِيَ شَيْءٌ مِنْ عِظَامِهِ فَالْحُرْمَةُ بَاقِيَةٌ لِجَمِيعِهِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُحْفَرَ عَنْهُ وَلَا يُدْفَنَ مَعَهُ غَيْرُهُ وَلَا يُكْشَفَ عَنْهُ اتِّفَاقًا” [الخرشي: 144/2]، فإذا تبيَّنَ أنّ العظام قد بليتْ في هذه القبور المسؤول عنها، وصارتْ رميمًا، فإنّه يجوزُ نَبْشُ هذه القُبُور المدفون فيها من مئات السنين، والدّفن فيها من جديدٍ، قال الدّردير رحمه الله: “إذَا عُلِمَ أَنَّ الأَرْضَ أَكَلَتْهُ، وَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِنْ عِظَامِهِ، فَإِنَّهُ يُنْبَشُ؛ لَكِنْ لِلدَّفْنِ …” [الشرح الصغير: 578/1].

عليه؛ فإذا تحققتم مِن أنّ عظامَ الموتى في هذا الجزء من المقبرة قد بَليتْ، وصارت ترابًا، ولم يبقَ لها أثرٌ، واستعنتم في ذلك بأهلِ الخبرةِ والمعرفة، فإنه يجوزُ لكم حينئذ الدفنُ فيه من جديدٍ، والله أعلم.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

                                    

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصّادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

20//ربيع الأول//1444هـ

16//10//2022م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق