بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5607)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
ما هي أقلُّ مدة النفاس عند المرأةِ وما أكثره؟ وماذا يترتبُ عليه من أحكام إذا انقطعَ الدم قبل اكتمال أكثره؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنّه لا حدّ لأقل مدة النفاس، حتى لو خرج الولد جافًّا من غير دم، لوجب على المرأة أن تغتسل لمجرد الولادة، وكذلك إذا انقطع الدم بعد يوم واحدٍ من الولادة، فهي طاهرٌ بعد اليوم الواحد، تغتسلُ وتصلي.
وأكثر مدة النفاس ستون يومًا؛ لأن الاعتمادَ في هذا التقدير على الوجودِ، وقد ثبت النفاس عندَ كثير من النساء بالستين، فإذا زاد على ذلك فهو دمُ علةٍ واستحاضة، ولا تلتفتُ إليه، فتغتسلُ المرأة وتصلي وتوطَأُ، وإذا تقطعتْ أيامُ النفاسِ، بأنْ تخللَ أيامَ الدمِ أيامُ طُهر، فإنّها تغتسلُ في أيام الطهر وتصلّي، وتضمُّ أيام الدّمِ إلى بعضها، فإذا وصلتْ ستين يومًا التي هي أكثر مدّة النفاسِ، فإنّ ما زاد بعدَها هو دمُ استحاضةٍ، لا يمنعُها من الصلاة، وإذا تخللَ الستين يومًا طهرٌ طويلٌ، خمسةَ عشرَ يومًا متصلةً فأكثر؛ فإنّ ما أتى بعدَها من الدمِ هو ابتداءُ حيضٍ جديدٍ، وليس منَ النفاسِ، قال الخرشي رحمه الله: “وَأَكْثَرُهُ سِتُّونَ يَوْمًا (ش) لَا حَدَّ لِأَقَلِّ النِّفَاسِ كَالْحَيْضِ وَإِنْ دُفْعَةً عِنْدَنَا وَعِنْدَ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ خِلَافًا لِأَبِي يُوسُفَ وَأَمَّا أَكْثَرُ زَمَنِهِ إذَا تَمَادَى مُتَّصِلًا أَوْ مُنْقَطِعًا سِتُّونَ يَوْمًا عَلَى الْمَشْهُورِ ثُمَّ هِيَ مُسْتَحَاضَةٌ وَلَا تَسْتَظْهِرُ عَلَى السِّتِّينَ كَبُلُوغِ الْحَيْضِ خَمْسَةَ عَشَرَ… وَتَقَطُّعُهُ وَمَنْعُهُ كَالْحَيْضِ (ش) يَعْنِي أَنَّ تَقَطُّعَ أَيَّامِ دَمِ النِّفَاسِ قَبْلَ طُهْرٍ تَامٍّ كَتَقَطُّعِ أَيَّامِ دَمِ الْحَيْضِ فَتُلَفِّقُ مِنْ أَيَّامِ الدَّمِ سِتِّينَ يَوْمًا وَتَلْغِي أَيَّامَ الِانْقِطَاعِ وَتَغْتَسِلُ كُلَّمَا انْقَطَعَ وَتَصُومُ وَتُصَلِّي وَتُوطَأُ” [شرح الخرشي عل مختصر خليل:1/210]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد بن ميلاد قدور
عبد الدايم بن سليم الشوماني
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
20//شوال//1445هـ
29//04//2024م