طلب فتوى
الطهارةالعباداتالفتاوى

علامة الطهر من الحيض

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5419)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

إذا طهرت الحائض برؤية الجفوف، فهل تغتسل وتصلي دون تراخٍ؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: “إِذَا رَأَتْ الطُّهْرَ سَاعَةً اغْتَسَلَتْ وَصَلَّتْ”، أم تنتظر يومًا وليلةً؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن كلًّا من الجُفُوفِ والقصَّة البيضاء علامةٌ على الطهر، فإذا كانت المرأة معتادةً على رؤية أحدهما فإنها تعتدُّ به، ولا تنتظر الآخر، وتغتسلُ وتصلي بمجردِ ظهور العلامة، جاء في المدونة: “فَإِنْ انْقَطَعَ عَنْهَا الدَّمُ… اغْتَسَلَتْ وَصَلَّتْ، قُلْتُ: فَهَلْ حَدَّ مَالِك رحمه الله فِي هَذَا مَتَى تَغْتَسِلُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ قَالَ: ‌إذَا ‌عَلِمَتْ ‌أَنَّهَا طَهُرَتْ اغْتَسَلَتْ: إنْ كَانَتْ مِمَّنْ تَرَى الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ فَحِينَ تَرَى الْقَصَّةَ، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَرَى الْقَصَّةَ فَحِينَ تَرَى الْجُفُوفَ تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي” [المدونة: 1/152].

ومشهورُ المذهبِ أنَّ القصَّة أبلغُ في الدلالةِ على الطهرِ مِن الجُفُوف؛ ولذلك فإنَّ مَن كانت عادتُها أنْ تطهرَ برؤيةِ القصةِ البيضاءِ أو بالعلامتينِ معًا، فإنها تنتظرُ بعد الجفوفِ إلى آخرِ وقتِ الصلاة الاختياري خوفا من ألا يكون ما رأته من الجفوف علامة مقطوعا بها للطهر، فإذا جاء آخر الوقت الاختياري صلّت، وليس عليها أن تنتظرَ يومًا وليلةً كما وردَ في السؤال، وأما مَن كانت عادتُها أنْ تطهرَ برؤية الجفوف فقط، فإنها تغتسلُ وتصلي بمجردِ الجفوف ولا تنتظر القصة، وإذا رأت القصة على خلاف العادة، فإنها تطهر بها أيضا ولا تنتظر الجفوف، قال الدردير رحمه الله: “وَالْقَصَّةُ أَبْلَغُ: أَيْ أَدَلُّ عَلَى بَرَاءَةِ الرَّحِمِ مِنَ الْحَيْضِ، فَمَنِ اعْتَادَتْهَا أَوْ ‌اعْتَادَتْهُمَا مَعاً طَهُرَتْ بِمُجَرَّدِ رُؤْيَتِهَا فَلَا تَنْتَظِرُ الْجُفُوفَ، وَإِذَا رَأَتْهُ ابْتِدَاءً انْتَظَرَتْهَا لِآخِرِ الْمُخْتَارِ بِحَيْثُ تُوقِعُ الصَّلَاةَ فِي آخِرِهِ، وَأَمَّا مُعْتَادَةُ الْجُفُوفِ فَقَطْ فَمَتَى رَأَتْهُ أَوْ رَأَتِ الْقَصَّةَ طَهُرَتْ وَلَا تَنْتَظِرُ الْآخِرَ مِنْهُمَا وَكَذَا الْمُبْتَدَأَةُ الَّتِي لَمْ تَعْتَدْ شَيْئاً، هَذَا هُوَ الرَّاجِحُ” [شرح أقرب المسالك: 1/80]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

عبد الرحمن بن حسين قدوع

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

04/جمادى الآخرة/1445هـ

17/ديسمبر/2023م   

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق