طلب فتوى
الحج والهدي والأضاحيالعباداتالفتاوى

ما الذي يلزم من نسي طواف الإفاضة ولم يتذكره حتى رجوعه إلى بلده؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4994)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

رجلٌ حَجَّ ولم يؤدِّ طواف الإفاضة، ولم يتذكره إلا بعد رجوعه إلى بلده، فماذا يلزمه؟ علما أنه واقعَ زوجتَهُ في تلك المدة.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنَّ طواف الإفاضة ركنٌ من أركان الحج، لا يتمُّ الحجُّ إلا به، ولا يسقطُ عن الحاجّ إنْ تركَه، قال ابن يونس رحمه الله: “وَطَوَافُ الْإِفَاضَةِ فَرْضٌ ‌لَا ‌يَسْقُطُ بِحَالٍ، قَالَ اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُواْ ‌تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29]” [الجامع: 503/4]، ومن نسي طواف الإفاضة؛ يلزمه أداؤه ولو رجع إلى بلده، ولا يسقط عنه، إلّا أن يكونَ طافَ عند خروجه من مكة طواف الوداع؛ فيجزئه عن الإفاضة، قال ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله: “وَمَنْ نَسِيَ طَوَافَ الْإِفَاضَةِ أَوْ بَعْضَهُ، أَوْ طَافَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ؛ فَلْيَرْجِعْ لَهُ مِنْ بَلَدِهِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ طَافَ بَعْدَهُ مُتَطَوِّعاً أَوْ مُوَدِّعاً، فَيُجْزِئُهُ مِنْ طَوَافِ الْإِفَاضَةِ، وَقَالَهُ كُلَّهُ مَالِكٌ” [النوادر والزيادات: 388/2]، فإن لم يَطُفْ في يوم النحر ولا بعده طواف تطوع ولا وداع إلى أن خرج إلى بلده؛ لزمه الرجوع لأداء الطواف، ويعدّ في هذا العام الذي أخّر فيه الطواف باقيا على إحرامه، وبمعاشرته أهله في تلك المدة يكون الإحرام قد فسد، فعليه أن يرجع إلى مكة ويتمه فاسدا، بأن يفعل ما بقي عليه من طواف وغيره، وعليه بعد إتمام حجه الفاسد أن يخرج إلى الحلّ، ويُحْرِم بعمرة، ويطوف ويسعى، قال عليش رحمه الله: “وَإِذَا رَجَعَ … لِمَكَّةَ؛ فَيُكْمِلُ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ بِإِحْرَامِهِ الْأَوَّلِ، وَلَا يُجَدِّدُ إِحْرَاماً لِبَقَائِهِ عَلَى إِحْرَامِهِ الْأَوَّلِ فِيمَا بَقِيَ عَلَيْهِ، … وَإِنْ تَبَيَّنَ فَسَادُ طَوَافِ الْقُدُومِ أَوِ الْإِفَاضَةِ وَرَجَعَ لَهُ وَكَمَّلَ حَجَّهُ؛ (اِعْتَمَرَ) بَعْدَ إِكْمَالِهِ” [منح الجليل: 253/2].

وعليه؛ فإن كان الحال كما ذكر في السؤال؛ فإنه يجب على هذا الحاجّ أن يرجع إلى مكة بإحرامه الأول، ويطوفَ طواف الإفاضة، ثم يعتمر ويهدي هَدْيَيْنِ؛ هديًا لتأخيره الطواف حتى دخول المحرم، وهديًا لمعاشرته أهلَه قبل التحللِ الأكبر، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

09//ربيع الأول//1444هـ

05//10//2022م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق